Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies
الدرر في اختصار المغازي والسير
Chercheur
الدكتور شوقي ضيف
Maison d'édition
دار المعارف
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٠٣ هـ
Lieu d'édition
القاهرة
بَاب ذكر الْهِجْرَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة ١
قَالَ أَبُو عمر: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُفْيَانَ. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: فَلَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَظَهَرَ الإِيمَانُ أَقْبَلَ كُفَّارُ قُرَيْش على من آمن من قبائلهم يعذبونهم ويؤذونهم ليردوهم عَن دينهم. قَالَ: فَبَلغنَا أَن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ لمن آمن بِهِ: "تفَرقُوا فِي الأَرْض، فَإِن اللَّه تَعَالَى سيجمعكم". قَالُوا: إِلَى أَيْن نَذْهَب؟ قَالَ: "هَا هُنَا"، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَرض الْحَبَشَة، فَهَاجَرَ إِلَيْهَا نَاس ذَوُو عدد، مِنْهُم من هَاجر بأَهْله، وَمِنْهُم من هَاجر بِنَفسِهِ، حَتَّى قدمُوا أَرض الْحَبَشَة.
قَالَ الْفَقِيه أَبُو عمر ﵁: فَكَانَ أول من خرج من الْمُسلمين فَارًّا بِدِينِهِ إِلَى أَرض الْحَبَشَة عُثْمَان بْن عَفَّان، مَعَه امْرَأَته رقية بنت رَسُول اللَّه ﷺ. وَقد قيل إِن أول من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة أَبُو حَاطِب بن
_________
١ كَانَت الْهِجْرَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة مرَّتَيْنِ، أما الأولى فَكَانَ عدد الْمُهَاجِرين فِيهَا اثنى عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة، وَكَانَ خُرُوجهمْ فِي شهر رَجَب سنة خمس من النُّبُوَّة، فأقاموا فِيهَا شَهْرَيْن، وسمعوا أَن الْإِسْلَام أَخذ ينتشر فِي مَكَّة فعادوا ولقوا من الْمُشْركين أَشد مِمَّا عهدوا. وَأما الثَّانِيَة فَكَانَت بعد عودة هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرين بِقَلِيل لاشتداد الْأَذَى من قُرَيْش، والمشهود أَنه كَانَ عدد الْمُهَاجِرين فِيهَا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا وثماني عشرَة امْرَأَة. وَانْظُر فِي الْهِجْرَة إِلَى الْحَبَشَة ابْن هِشَام ١/ ٣٤٤ وَابْن سعد ج١ ق١ ص١٣٦ وصحيح البُخَارِيّ ٥/ ٤٩ والطبري ٢/ ٣٢٩ وأنساب الْأَشْرَاف للبلاذري ١/ ٨٩ وَابْن حزم ص٥٥ وَابْن سيد النَّاس ١/ ١١٥ والنويري ١٦/ ٢٣٢، ٢٤١ والسيرة الحلبية ١/ ٤٣١، ١/ ٤٥٠.
٢ انْظُر فِي هَذَا الحَدِيث ابْن سيد النَّاس ١/ ١١٥.
٣ فِي ابْن سيد النَّاس: إِلَى هَا هُنَا.
* قلت: وَهِي الَّتِي غنى النِّسَاء لَهَا عِنْدَمَا بني بهَا عُثْمَان:
أحسن شَخْصَيْنِ رَأْي إِنْسَان ... رقية وبعلها عُثْمَان
=
1 / 48