261

Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

الدرر في اختصار المغازي والسير

Chercheur

الدكتور شوقي ضيف

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٣ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ إِلَى مَا يَلِي١ الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ٢ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا -حَصًا مِثْلُ حَصَا الْحَذْفِ٣- رَمَاهَا٤ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ. ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبِضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ، فَأَكَلا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْبَيْتِ فَأَفَاضَ٥، وَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ وَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: "انْزِعُوا ٦ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ على سِقَايَتكُمْ ٧ لنزعت مَعكُمْ" وناوله دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ ﷺ.

١ فِي مُسلم: تخرج على الْجَمْرَة الْكُبْرَى.
٢ هَكَذَا فِي مُسلم. وَفِي الأَصْل ور: الْمَسْجِد. والجمرة الَّتِي عِنْد الشَّجَرَة هِيَ نفس الْجَمْرَة الْكُبْرَى. وَهِي جَمْرَة الْعقبَة.
٣ الْحَذف: الرَّمْي بأطراف الْأَصَابِع، أَي: أَنه حَصى صَغِير نَحْو حَبَّة الباقلاء.
٤ رَمَاهَا بعد طُلُوع الشَّمْس كَمَا هُوَ وَاضح من السِّيَاق.
٥ فِي مُسلم: فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْت: أَي طَاف طواف الْإِفَاضَة، وَهُوَ أحد أَرْكَان الْحَج.
٦ انزعوا: استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء.
٧ يُرِيد ﵇: أَنه لَوْلَا خَوفه أَن يعْتَقد النَّاس أَن ذَلِك من مَنَاسِك الْحَج فيزدحموا عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَغْلِبُونَكُمْ ويدفعونكم عَن سِقَايَة الْحَج لاستقيت مَعكُمْ، لما فِي ذَلِك من كَثْرَة الْفَضِيلَة.

1 / 268