232

Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

الدرر في اختصار المغازي والسير

Chercheur

الدكتور شوقي ضيف

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٣ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

بعير وَمِائَة فرس وجهزهم حَتَّى لم يفقدوا عقَالًا وَلَا شكالا١، وَرُوِيَ أَنه أنْفق فِيهَا ألف دِينَار.
وَفِي هَذِه الْغَزْوَة أَتَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ البكاؤن وهم سَبْعَة: سَالم بْن عُمَيْر [من بني٢ عَمْرو] بْن عَوْف، وعلبة بْن زيد أَخُو بني حَارِثَة، وَأَبُو ليلى عَبْد الرَّحْمَن بْن كَعْب من بني مَازِن بْن النجار، وَعَمْرو بْن الْحمام من بني سَلمَة، وَعبد اللَّه بْن الْمُغَفَّل الْمُزنِيّ وَقيل: بل هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ، وهرمي بْن عَبْد اللَّهِ أَخُو بني وَاقِف وعرباض بْن سَارِيَة الْفَزارِيّ. فاستحملوا٣ رَسُول اللَّه ﷺ، فَلَمْ يَجدوا عِنْده مَا يحملهم عَلَيْهِ، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أَن لَا يَجدوا مَا يُنْفقُونَ. فسموا البكائين. وَذكروا أَن ابْن يَامِين بْن عُمَيْر٤ النضري حمل أَبَا ليلى وَعبد اللَّه بْن مُغفل على نَاضِح٥ لَهُ يعتقبانه٦، وزودهما تَمرا كثيرا. وَاعْتذر الْمُخَلفُونَ من الْأَعْرَاب، فعذرهم رَسُول اللَّه ﵇.
وَخرج رَسُول اللَّهِ ﷺ، وَضرب عسكره على بَاب الْمَدِينَة، وَاسْتعْمل عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن مسلمة، وَقيل: بل سِبَاع بْن عرفطة، وَقيل: بل خلف عَلَيْهَا عَليّ بْن أبي طَالب ﵁ وَهُوَ الأثبت: أَن رَسُول الله خلف عليا فِي غَزْوَة تَبُوك، فَقَالَ المُنَافِقُونَ: استثقله، فَذكر ذَلِك عَليّ رضوَان اللَّه عَلَيْهِ لرَسُول اللَّهِ ﷺ فِي خبر سعد، فَقَالَ: "كذبُوا، إِنَّمَا خلفتك لما تركت ورائي، فَارْجِع فَاخْلُفْنِي فِي أَهلِي وَأهْلك، فَأَنت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي". والْآثَار بذلك متواترة صِحَاح قد ذكرت كثيرا مِنْهَا فِي غير هَذَا الْموضع.
وَخرج عَبْد الله بن أبي سلول بعسكره، فَضَربهُ على بَاب الْمَدِينَة أَيْضا، فَكَانَ عسكره فِيمَا زَعَمُوا لَيْسَ بِأَقَلّ العسكريين، وَهُوَ يظْهر الْغُزَاة مَعَ رَسُول اللَّه ﷺ،

١ هَكَذَا فِي ابْن حزم، وَفِي الأَصْل ور: شَيْئا. وشكال الدَّابَّة مَا تشد بِهِ قَوَائِمهَا، وعقال الْبَعِير مَا يشد بِهِ ذراعه مَعَ وظيفه عِنْد بروكه.
٢ زِيَادَة من ر وَابْن هِشَام.
٣ استحملوه: طلبُوا مِنْهُ مَا يحملهم عَلَيْهِ من الْإِبِل.
٤ هَكَذَا فِي الأَصْل ور وَابْن هِشَام، وَفِي بعض المراجع: عَمْرو.
٥ الناضح: الْبَعِير يستقى عَلَيْهِ.
٦ بعتقبانه: يتبادلانه ويتناوبانه.

1 / 239