Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

Ibn Abd al-Barr d. 463 AH
206

Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

الدرر في اختصار المغازي والسير

Chercheur

الدكتور شوقي ضيف

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٣ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

فرَاش رَسُول اللَّه ﷺ وَأَنت رجل مُشْرك [نجس١ فَلم أحب أَن] تجْلِس عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا بنية لقد أَصَابَك بعدِي شَرّ. ثمَّ أَتَى النبيَّ ﵇ فِي الْمَسْجِد، فَكَلمهُ، فَلم يجبهُ بِكَلِمَة. ثمَّ ذهب أَبُو سُفْيَان إِلَى أبي بكر، فَكَلمهُ فِي أَن يكلم رَسُول اللَّه ﷺ فِيمَا أَتَى لَهُ فَأبى عَلَيْهِ أَبُو بكر من ذَلِك فلقي عمر فَكَلمهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ لَهُ عمر: أَنا أفعل هَذَا؟!! وَالله لَو لم أجد إِلَّا الذَّر لجاهدتكم بِهِ. فَدخل على عَليّ بْن أبي طَالب، ﵁، فَوَجَدَهُ وفاطمةَ بنتَ رَسُول اللَّه ﷺ وَالْحسن وَهُوَ صبي فَكَلمهُ فِيمَا أَتَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ عَليّ: وَالله مَا أَسْتَطِيع أَن أكلم رَسُول اللَّه ﷺ فِي أَمر قد عزم عَلَيْهِ. فَالْتَفت أَبُو سُفْيَان إِلَى فَاطِمَة فَقَالَ: يَا بنت مُحَمَّد هَل لَك أَن تأمري بُنَيَّكِ هَذَا فيجير على النَّاس، فَقَالَ لَهُ: مَا بلغ بنيي ذَلِك، وَمَا يجير أحد على رَسُول اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُ عَليّ: يَا أَبَا سُفْيَان أَنْت سيد بني كنَانَة، فَقُمْ، فأجر على النَّاس وَالْحق بأرضك، وهزيء بِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْحسن أَتَرَى ذَلِك نافعي ومغنيا عني [شَيْئا]؟ قَالَ: مَا أَظن ذَلِك، وَلَكِن لَا أجد لَك سواهُ. فَقَامَ أَبُو سُفْيَان فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي قد أجرت على النَّاس. ثمَّ ركب وَانْطَلق رَاجعا إِلَى مَكَّة. فَلَمَّا قدمهَا أخبر قُريْشًا بِمَا لَقِي وَبِمَا فعل، فَقَالُوا لَهُ: مَا جِئْت بِشَيْء، وَمَا زَاد عَليّ بْن أبي طَالب على أَن لعب بك. ثمَّ أعلن رَسُول اللَّه ﷺ الْمسير إِلَى مَكَّة، وَأمر النَّاس بالجهاز لذَلِك، ودعا اللَّه تَعَالَى فِي أَن يَأْخُذ عَن قُرَيْش الْأَخْبَار٢ وَيسْتر عَنْهُم خُرُوجه، فَكتب حَاطِب بْن أبي بلتعة إِلَى قُرَيْش كتابا يُخْبِرهُمْ بِقصد رَسُول اللَّه ﷺ إِلَيْهِم. فَنزل جِبْرِيل من عِنْد اللَّه تَعَالَى على رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، بِمَا صنع حَاطِب بْن أبي بلتعة. فَدَعَا رَسُول اللَّه ﷺ على بْن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام والمقداد بْن عَمْرو، فَقَالَ لَهُم: $"انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ، فَإِن بهَا ظَعِينَة٣ مَعهَا كتاب إِلَى قُرَيْش". فَانْطَلقُوا فَلَمَّا أَتَوا رَوْضَة خَاخ وجدوا الْمَرْأَة، فأناخوا بهَا وفتشوا رَحلهَا كُله، فَلم يَجدوا شَيْئا، فَقَالُوا: وَالله مَا كذب رَسُول اللَّه ﷺ، فَقَالَ لَهَا عَليّ: وَالله لَتُخْرِجِنَّ الْكتاب أَو لنلقين٤ الثِّيَاب،

١ زِيَادَة من ابْن هِشَام. ٢ أَي حَتَّى يبغتوها فَجْأَة ويروى أَنه كَانَ يَدْعُو: "اللَّهُمَّ خُذ الْعُيُون وَالْأَخْبَار عَن قُرَيْش حَتَّى نبغتها". ٣ الظعينة: الْمَرْأَة فِي الهودج. ٤ فِي ابْن هِشَام: أَو لنكشفنك.

1 / 213