عليه فكان ضابط الحق عنده ما وافق هواه وإن خالف النصوص الشرعية وإجماع الأمة وضابط الباطل عنده ما لم يوافق هواه وإن كان على نص جلي أجمعت عليه الأمة وكان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول إنه طارش وهو في لغة أهل المشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم إلى آخرين فمراده أنه صلى الله عليه وسلم حامل كتب أي غاية أمره إنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر للناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف ومنها أنه كان يقول نظرت في قصة الحديبية فوجدت بها كذا كذا كذبة إلى غير ذلك مما يشبه هذا حتى أن أتباعه كانوا يفعلون مثل ذلك أيضا ويقولون مثل قوله بل أقبح مما يقول ويخبرونه بذلك فيظهر الرضا وربما أنهم قالوا ذلك بحضرته فيرضى به حتى أن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش وقد مضى قال بعض من ألف في الرد عليه إن ذلك كفر في المذاهب الأربعة بل هو كفر عند جميع أهل الإسلام وكان محمد بن عبد الوهاب في مبتدأ أمره يطلب العلم بالمدينة وأصله من بني تميم وكان من طلبة العلم بالمدينة يتردد بينها وبين مكة فأخذ عن كثير من علماء المدينة منهم الشيخ محمد بن سليمان الكردي الشافعي والشيخ محمد حياة السندي الحنفي وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من أشياخه يتفرسون فيه الالحاد والضلال ويقولون سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك وما أخطأت فراستهم فيه وكان والده عبد الوهاب من العلماء الصالحين فكان أيضا يتفرس في ولده المذكور الالحاد ويذمه كثيرا ويحذر الناس منه وكذا أخوه سليمان بن عبد الوهاب فكان ينكر ما أحدثه من البدع والضلال والعقائد الزائغة وتقدم أنه ألف كتابا في الرد عليه وكانت ولادة محمد ابن عبد الوهاب سنة 1111 ألف ومائة وأحد عشر وعاش عمرا طويلا حتى بلغ عمره اثنين وتسعين سنة فإنه توفي سنة 1206 ألف ومائتين وستة ولما أراد إظهار ما زينه له الشيطان من البدعة والضلالة انتقل من المدينة
Page 42