Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
عليه فكان ضابط الحق عنده ما وافق هواه وإن خالف النصوص الشرعية وإجماع الأمة وضابط الباطل عنده ما لم يوافق هواه وإن كان على نص جلي أجمعت عليه الأمة وكان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول إنه طارش وهو في لغة أهل المشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم إلى آخرين فمراده أنه صلى الله عليه وسلم حامل كتب أي غاية أمره إنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر للناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف ومنها أنه كان يقول نظرت في قصة الحديبية فوجدت بها كذا كذا كذبة إلى غير ذلك مما يشبه هذا حتى أن أتباعه كانوا يفعلون مثل ذلك أيضا ويقولون مثل قوله بل أقبح مما يقول ويخبرونه بذلك فيظهر الرضا وربما أنهم قالوا ذلك بحضرته فيرضى به حتى أن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش وقد مضى قال بعض من ألف في الرد عليه إن ذلك كفر في المذاهب الأربعة بل هو كفر عند جميع أهل الإسلام وكان محمد بن عبد الوهاب في مبتدأ أمره يطلب العلم بالمدينة وأصله من بني تميم وكان من طلبة العلم بالمدينة يتردد بينها وبين مكة فأخذ عن كثير من علماء المدينة منهم الشيخ محمد بن سليمان الكردي الشافعي والشيخ محمد حياة السندي الحنفي وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من أشياخه يتفرسون فيه الالحاد والضلال ويقولون سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك وما أخطأت فراستهم فيه وكان والده عبد الوهاب من العلماء الصالحين فكان أيضا يتفرس في ولده المذكور الالحاد ويذمه كثيرا ويحذر الناس منه وكذا أخوه سليمان بن عبد الوهاب فكان ينكر ما أحدثه من البدع والضلال والعقائد الزائغة وتقدم أنه ألف كتابا في الرد عليه وكانت ولادة محمد ابن عبد الوهاب سنة 1111 ألف ومائة وأحد عشر وعاش عمرا طويلا حتى بلغ عمره اثنين وتسعين سنة فإنه توفي سنة 1206 ألف ومائتين وستة ولما أراد إظهار ما زينه له الشيطان من البدعة والضلالة انتقل من المدينة
Page 42