Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
الربوبية وما عرفت توحيد الألوهية فيستحلون دمه وماله بالتلبيسات الباطلة وهل للكافر توحيد صحيح فإنه لو كان للكافر توحيد صحيح لأخرجه من النار إذ لا يبقى فيها موحد فهل سمعتم أيها المسلمون في الأحاديث والسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت عليه أجلاف العرب ليسلموا على يده يفصل لهم توحيد الربوبية والألوهية ويخبرهم أن توحيد الألوهية هو الذي يدخلهم في دين الإسلام أو يكتفى منهم بمجرد الشهادتين وظاهر اللفظ ويحكم بإسلامهم فما هذا الافتراء والزور على الله ورسوله فإن من وحد الرب فقد وحد الإله ومن أشرك بالرب أشرك بالإله فليس للمسلمين إله غير الرب فإذا قالوا لا إله إلا الله إنما يعتقدون أنه هو ربهم فينفون الألوهية عن غيره كما ينفون الربوبية عن غيره أيضا ويثبتون له الوحدانية في ذاته وصفاته وأفعاله والذي أوقع المشركين في الشرك والكفر ليس مجرد قولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى كما زعم هذا القائل بل اعتقادهم إن غير الله قد يكون إلها يستحق العبادة وإن كانوا يعتقدون إن الخالق والمؤثر هو الله تعالى فلما اعتقدوا ألوهية غير الله واستحقاقه العبادة وأقيمت عليهم الحجة بأنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا ولا يخلقون وهم يخلقون قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فاعتقاد الألوهية واستحقاق العبادة لغيره هو الذي أوقعهم في الشرك ولم ينفعهم اعتقادهم إن الخالق والمؤثر هو الله مع وجود اعتقادهم ألوهية غير الله واستحقاقه العبادة وأما المسلمون فإنهم لله الحمد بريئون من ذلك إذ لا يعتقدون شيئا يستحق الألوهية والعبادة غير الله فهذا هو الفرق بين الحالين وأما هؤلاء الجاهلون المكفرون للمسلمين فإنهم لما لم يعرفوا الفرق بين الحالتين تخبطوا وقالوا إن التوحيد نوعان توحيد الربوبية وتوحيد لألوهية وتوصلوا بذلك إلى تكفير المسلمين فتأمل فيما تقدم من النصوص يتضح لك الحال إن شاء الله تعالى وتعلم أن ما عليه السواد الأعظم هو الحق الذي لا محيص عنه ومما يعتقده هؤلاء الملحدة المكفرة للمسلمين إن قصد الصالحين والاعتقاد فيهم والتبرك بهم شرك أكبر وهذا أيضا باطل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر صاحبيه عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي
Page 38