Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وقوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا وأمثال هذه الآيات في القرآن كثير كلها حملوا الدعاء فيها على النداء ثم حملوها على المؤمنين الموحدين وقالوا إن من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه يكون مثل هؤلاء المشركين ويكون داخلا في عموم هذه الآيات وإنهم مثل المشركين الذين كانوا يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام التأثير وإنها تخلق شيئا بل كانوا يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم فما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم وقالوا إن التوحيد نوعان توحيد الربوبية وهو الذي أقر به المشركون وتوحيد الألوهية وهو الذي أقر به الموحدون وهو الذي يدخلك في دين الإسلام وأما توحيد الربوبية فلا يكفي وكلامهم كله باطل لأن الدعاء الذي في الآيات بمعنى العبادة وهم لبسوا على الخلق وجعلوه بمعنى النداء وقد علمت بطلانه من النصوص السابقة وأما جعلهم التوحيد نوعين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فباطل أيضا فإن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية ألا ترى إلى قوله تعالى ألست بربكم قالوا بلى ولم يقل ألست بإلهكم فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية ومن المعلوم أن من أقر لك بالربوبية فقد أقر له بالألوهية إذ ليس الرب غير الإله بل هو الإله بعينه وفي الحديث أن الملكين يسألان العبد في قبره فيقولان له من ربك ولم يقولا له من إلهك فدل على أن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية ومن العجب أن هؤلاء القوم يأتيهم المسلم فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فيقولون له أنت لم تعرف التوحيد وتوحيدك هذا توحيد
Page 37