Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
وتعالى رب جميع المخلوقات فافهم ذلك أنه من التوسل المشروع وفي شرح حزب البحر للإمام زروق قال بعد ذكر كثير من الأخيار اللهم إنا نتوسل إليك بهم فإنهم أحبوك وما أحبوك حتى أحببتهم فبحبك إياهم وصلوا إلى حبك ونحن لم نصل إلى حبهم فيك فتمم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة حتى نلقاك يا أرحم الراحمين ولبعض العارفين دعاء مشتمل على قوله اللهم رب الكعبة وبانيها وفاطمة وأبيها أو بعلها وبنيها نور بصري وبصيرتي وسري وسريرتي قال بعض العارفين وقد جرب هذا الدعاء لتنوير البصر وأن من ذكره عند الاكتحال نور الله بصره وذلك من الأسباب العادية وهي لا تأثير لها والمؤثر هو الله تعالى وحده لا شريك له فكما أن الله تعالى جعل الطعام والشراب سببين للشبع والري لا تأثير لهما والمؤثر هو الله تعالى وحده وجعل الطاعة سببا للسعادة ونيل الدرجات جعل أيضا التوسل بالأخيار الذين عظمهم الله تعالى وأمر بتعظيمهم سببا لقضاء الحاجات فليس في ذلك كفر ولا إشراك ومن تتبع أذكار السلف والخلف وأدعيتهم وأورادهم وجد فيها شيا كثيرا في التوسل ولم ينكر عليهم أحد في ذلك حتى جاء هؤلاء المنكرون ولو تتبعنا ما وقع من أكابر الأمة في التوسل لامتلأت بذلك الصحف وفيما ذكر كفاية ومقنع لمن كان بمرأى من التوفيق ومسمع وإنما أطلت الكلام في ذلك ليتضح الأمر لمن كان متشككا فيه غاية الاتضاح لأن كثيرا من المنكرين للتوسل يلقون إلى كثير من الناس شبهات يستميلونهم بها إلى معتقدهم الباطل فعسى أن يقف على هذه النصوص من أراد الله حفظه من قبول شبهاتهم فلا يلتفت إليها ويقيم عليهم الحجة في إبطالها فعليك باتباع الجمهور والسواد الأعظم وإلا كنت مشاقق الله ورسوله ومتبعا غير سبيل المؤمنين وقد قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية وقال صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وقد ذكر العلامة ابن الجوزي في
Page 29