Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
الهمام إن استقبال القبر الشريف أفضل من استقبال القبلة وأما ما نقل عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه إن استقبال القبلة أفضل فهذا النقل غير صحيح فقد روى الإمام أبو حنيفة نفسه في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال من السنة استقبال القبر المكرم وجعل الظهر للقبلة وسبق ابن الهمام في النص على ذلك العلامة ابن جماعة فإنه نقل استحباب استقبال القبر عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ورد على الكرماني في أنه يستقبل القبلة فقال إنه ليس بشئ ثم قال في الجوهر المنظم ويستدل لاستقبال القبر أيضا بأنا متفقون على أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره يعلم بزائره وهو صلى الله عليه وسلم لما كان في الدنيا لم يسع زائره إلا استقباله واستدبار القبلة فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم وإذا اتفقنا في المدرس من العلماء بالمسجد الحرام المستقبل للقبلة إن الطلبة يستقبلونه ويستدبرون الكعبة فما بالك به صلى الله عليه وسلم فهذا أولى بذلك قطعا وقد تقدم قول الإمام مالك للخليفة المنصور ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله بل استقبله واستشفع به قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له مستدبرا للقبلة ثم نقل عن مذهب الإمام أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه والراجح عند المحققين منهم استحباب استقبال القبر الشريف كبقية المذاهب وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك ليكون المرجح عند الحنابلة موافقا لما عليه أهل المذاهب الثلاثة وقد أطال الإمام السبكي في شفاء السقام في نقل نصوص أهل المذاهب الأربعة في ذلك وذكر الشيخ طاهر سنبل في رسالة له في ذلك أن ممن ذكر ذلك من علماء الحنابلة الإمام أبا عبد الله السامري في المستوعب ورفعت فتوى لمفتي الحنابلة بمكة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد في هذه المسألة فأجاب بأن الراجح عند الحنابلة استقبال القبر الشريف عند الدعاء واستحباب التوسل قال وذلك مذكور في كثير من
Page 23