Durar Hisan en Arabistan
الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها
Genres
جيش عربستان
يقسم جيش عربستان إلى حرس خاص وإلى رجال القبائل تستنفر للحرب فتنفر وتخف إليه رجالا وعلى الضوامر الصافنات من كل صوب وحدب.
أما الحرس الخاص فيتألف من قسمين أيضا: قسم من مواليه العرب الأخصاء الذين ولدوا في نعمته ونشئوا في عرشه، وقسم من الإيرانيين الذين تطوعوا لخدمته. أما هؤلاء فيلبسون لباس الجيش الإيراني خلافا لأولئك الذين ما زالوا على أزيائهم العربية بالعقال والعباءة، وفي الحرس الخاص فرقة للموسيقى كاملة الانتظام تحضر في عصاري كل يوم فتصدح بجوار القصر العامر في الكمالية أو في الديوانية بالفيلية؛ أي من حيث يكون عظمته بالسلام الخزعلي فالسلام الإيراني فبعض الأدوار، ثم تنصرف وهي تتقدم الجيش للقتال.
والحرس الخاص هذا يقيم رجاله وعائلاتهم في دور مخصوصة مشادة في الفيلية والكمالية، وجميع مصاريفهم من الخزينة الخاصة العامرة، عدا مرتباتهم التي يتقاضونها شهريا، وهم يفدون عظمته الملوكية بنفوسهم ويتفانون في سبيل خدمته.
أما القبائل فهم جيشه الجرار في أوقات الحروب، ولدى أدنى إشارة تنتهي إليهم أوامره نصره الله بالتعبئة يهب إلى حمل السلاح كل من يستطيع القتال من الشبان والكهول والشيوخ من رجال قبائله الأشاوس، وليس هناك إحصاء يمكن معه حصر عدد المقاتلة الذين يستطيع عظمة السردار أرفع تجريدهم للقتال في تعبئة عامة، ولكني في سنة 1911 كنت بخدمة عظمته، أعز الله به العرب، وحدث أن البختياريين اعتدوا على حدود إمارة عربستان في أفريل من ذلك العام، فأسرع عظمته إلى الأهواز واتخذها معسكرا، وكان في اليخت إيران، يتبعه اليخت بهمشير وكان فيه أركان حربه وحرسه الخاص، وكان اليختان «ناصري» و«مظفري» يروحان ويجيئان للمراسلة، وجاء في مفكرتي في يوم 30 أفريل ما يأتي بالحرف: العساكر تفد تباعا إلى الأهواز، وقد بلغ عددها 32 ألفا بين مشاة وفرسان، وهذا يقدر بربع عدد الجيش الخزعلي المنصور في رأي الثقات الذين شافهتهم، وقد صدرت أوامر عظمة مولانا السردار أرفع بقسمة هذه الجيوش إلى أربعة فيالق: الفيلق الأول يسير إلى ششتر، ويتألف من ثمانية آلاف مقاتل بين مشاة وفرسان، تحت قيادة البطل الباسل صاحب السمو الشيخ حنظل خان ابن أخي عظمة مولانا وصهره، وفيه رجال قبائل الباوية أخوال عظمته، تحت رئاسة الشيخ مارد، والشيخ ناصر بن جابر الطلال، والشيخ حيدر شيخ قبيلة الميناو ورجاله، وصهر بن طعمة وهو من غلمان عظمة السردار أرفع المعظم وأحد شيوخ الميناو أيضا ورجاله، وجناب السيد طعمة الملقب سيف السادات ورجال قبائله، وأولاد الشيخ عوفي وإخوان الشيخ عاصي من شيوخ قبائل بني طرف ورجالهم، والسيد أسد خان السعد شيخ بني سالم ورجال قبيلته. والفيلق الثاني يسير إلى رامز بقيادة الأمير خربيت، ويعاونه المير عبد الله بن المير مهنا، وكلاهما من شيوخ الشريفات، ومعهما خمسة آلاف مقاتل من رجال الشريفات، وينضم إليهما رزيح الشلاقة والزائر موسى الفصيل وهما من شيوخ المحيسن، وهم عمومة عظمة السردار أرفع أعزه الله، ومعهما ثلاثة آلاف مقاتل، ولم يتقرر الفيلق الذي يسير إلى دسبول. والفيلق الذي سيظل في المعسكر العام للاحتياط. أما الجيوش التي هي اليوم في المعسكر العام بالأهواز ويتألف منها الفيلقان الآخران، فهي رجال قبائل المحيسن عمومة عظمة السردار أرفع، روحي فداه، ومعهم رؤساؤهم؛ وهم الحاج عراك اللفتة، والحاج فيصل العلي، وناصر أبو مطرق، وبخاخ السبهان ، وعبد السيد السلطان، وعبد الله بن الحاج صلبوخ، ورجال كعب ومعهم رئيساهم وهما الزائر عبود بن الزائر دياب والحاج مغيطي، وبعض رجال الباوية أخوال عظمته ورئيسهم الشيخ عناية. وتعين سمو نصرة الملك الشيخ جاسب خان، كبير أنجال عظمة مولانا السردار أرفع قائدا عاما للحملة، ومركزه في المعسكر العام، وإني لأنشد وأنا أرى هذه الأسود مقبلة على المعسكر العام رجالا وفرسانا بأهازيجها العربية ما ينطبق على حقيقة ما أرى، قلت:
أرأيت مجتمع الأسود بغابها
يوما غضابا بالفرائس تزأر
أرأيت ما يحكي المعز وجيشه
بمدينة الأهواز وهي معسكر
أقول: ومن هذا يظهر لنا أن إمارة عربستان تستطيع بالنفير العام أن تجيش نحوا من مائة وعشرين ألف مقاتل من أسود العرب بين فرسان ومشاة، تجتمع تحت لواء عظمة السردار أرفع المنصور، روحي فداه.
Page inconnue