قال أبو المؤثر (¬1) : من خطر بباله أن الله تبارك وتعالى جسم أو ليس بجسم، أو محدود أو غير محدود، أو يعاين بالأبصار أو لا يعاين بالأبصار، أو سمع يذكر هذا، فعليه أن يعلم أن ليس كذلك. فإن جهل فلم يدر أجسم هو أم ليس بجسم، أو محاط به، أو يرى أو لا يرى فقد هلك.
وقال بشير بن محمد بن محبوب (¬2) رحمهم الله: إذا خطر ببالك خاطر في الله عز وجل أنه يشبه شيئا أو يشبهه شيء فانف ذلك عنه عز وجل، فإنه تعالى يقول: {ليس كمثله شيء} (¬3) ، وإن دعاك الخاطر أن الله تعالى في معزل، أو كيف هو؟ ومثل ما هو؟ أو هو نور من الأنوار، أو ذو طول أو عرض، أو جسم، أو مؤلف، أو مماس للأشياء، أو مباين لها في معزل، فانف ذلك كله عنه عز وجل، فإن هذه الأشياء لا يجوز شيء منها على الله عز وجل، ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال فهو محدث. والله تعالى قديم لم يزل.
Page 170