81

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Maison d'édition

الدار القومية للطباعة والنشر

Lieu d'édition

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

قولُه: كماءِ النِّئِ، أراد في صَفائها، وهو ما قَطَرَ من اللحم. قوله: ليست بخَمْطةٍ والخَمْطة: التي أَخَذَتْ رِيحا ولم تُدْرك. والخَلَّة: الحامضة. وقوله: يَكْوِي الشُّروبَ: يقول: لها مَضُّ شديدٌ مِثلُ النارِ. والشُّروبُ: النَّدامى. تَوصَّلُ بالرّكبانِ حِينًا وتُؤلِفُ الـ ... جِوارَ ويُغشِيها الأَمانَ رِبابُها (١) تَوصَّلُ بالرّكبانِ، يعني أهلَ الخَمْرِ، وإن كان اللَّفظُ للخَمْر فإنّ المعنى لأربابها. يقول: إذا أَقْبَل الركبانُ سار أصحابُ الَخْمرِ معهم ليَأْمَنوا. وقوله: تؤْلِفُ الجِوار يقول: تَأْخُذُ الجوار (٢) عَقْدَين، وإنما يَعْنِي أصحابَ الخَمرِ. يقال: آلفَ وأولَف إذا جَمَع بين شيئين. ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها: والرِّباب: عَقْدٌ وجِوارٌ تأخذه يكون الرِّبابُ أَمانًا لها؛ والمعنى لأصحابها، وإذا استجاروا (٣) من مكانَينْ فقد آلفوا؛ وأنشد (٤): كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوارِ وكانوا مَعْشَرًا غُدُرا فما بَرِحَتْ في الناسِ حتّى تَبيَّنَت ... ثَقيفًا بزَيزاءَ الأشاةِ (٥) قِبابُها

(١) توصل، أي تتوصل. يقول: إن تجار الخمر يخشون الإغارة عليهم وانتهابها منهم في سفرهم فهم يتوصلون من بلد إلى بلد مع القوافل ويعقدون ذمة الجوار بينهم وبين هؤلاء الركبان ليستأمنوا بهم. وفي رواية: "ويعطيا" مكان قوله: "ويغشيها"؛ والمعنى يستقيم عليها أيضا. ويغشيها الأمان أي يلبسها إياه. (٢) تأخذ الجوار عقدين، أي يعقد أهلها الجوار مع قوم، فإذا جاوزهم عقدوا الجوار مع آخرين. وعبارة السكرى وغيره في تفسير قوله: تؤلف الجوار، أي تجاور فى مكانين تجمع بين جوار قوم وجوار قوم. (٣) استجاروا من مكانين، أي أخذوا عقد الجوار من حيين في مكانين. (٤) البيت لأبي ذؤيب، وقد سبق تفسيره في القصيدة الخامسة من هذا الديوان وهو البيت الثاني من أبياتها، فانظره. (٥) الأشاءة: موضع، قال ياقوت: أظنه باليمامة أو ببطن الرقة. وفي رواية: "تبيتت ثقيفا" بالتاء مكان النون، أي باتت بهم.

1 / 73