80

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Maison d'édition

الدار القومية للطباعة والنشر

Lieu d'édition

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

فَقُلْتُ لقَلْبي: يالَك (١) الخَيْرُ إنّما ... يُدَلِّيكَ للمَوْتِ الجَدِيدِ حِبابُها قولهُ: "يا لَكَ الَخيْرُ" أراد: لك الخيرُ. وحِبابُها: يعني المُحابَّة؛ يقال: حاببْتُه حِبابًا ومُحابّةً. فما الرّاحُ راح الشامِ جاءتْ سَبِيّةً ... لها غايَةٌ تَهْدِي الكِرامَ عُقابُها (٢) قولُه: لها غايةٌ أي لها رايةٌ: علامةٌ ينَصِبها (٣) الخَمّار. وعُقابهُا: رايتُها أيضًا تَدُلُّ عليها الكِرامَ. عُقارٌ كماءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ ... ولا خَلَّةٍ يَكْوِي الشُّرُوبَ (٤) شِهابُها

(١) يا لك الخير، أي يا قلب لك الخير. وذكر صاحب اللسان في تفسير الموت الجديد هنا أنه ما لا عهد لك؛ ثم ذكر أنهما هذلية، وأنشد بيت أبي ذؤيب هذا. وقال الأخفش: الموت الجديد هو المغافص، يريد المفاجيء الآخذ على غرّة. وقال غيره: جديد الموت أوله. وروى الأخفش بيتا آخر بعد هذا البيت، وهو: وأقسم ما إن بالة لطمية ... يفوح بباب الفارسيين بابها والبالة بالفارسية: وعاء الطيب، وهي البيلة أيضا. واللطمية: نسبة إلى اللطيمة، وهي إبل تحمل المتاع والعطر، فإن لم يكن في المتاع عطر فليست بلطيمة. والفارسيون هم التجار، وكان كل شيء يأتيهم من ناحية العراق فهو عندهم فارسي. ويريد بقوله: "بابها" فم الوعاء الذي فيه الطيب. (٢) رواه الأخفش: "ولا الراح" مكان قوله: "فما الراح". ولا يخفى أن رواية الأخفش لا تستقيم إلا مع إثبات البيت الذي سبق التنبيه عليه في الحاشية التي قبل هذه، وهو: "وأقسم ما إن بالة" الخ. والراح: الخمر. وجاءت سبية، أي مشتراة. (٣) قال الأصمعي: كان التاجر إذا جاء بالخمر يبعها نصب راية ليعلم الحي أنه جاء يخمر. (٤) في رواية: "الوجوه" مكان قوله: "الشروب". يريد تشبيه الخمر في الصفاء بما قطر من اللحم النيء. ثم وصفها بأنها ليست بخمطة، أي أنها لم تأخذ شيئا من الريح كريح النبق والتفاح. ولا خلّة، أي حامضة. وقال السكرى في تفسير قوله: ليست بخمطة ولا خلة: الخمطة التى قد أخذت طعم الإدراك ولم تدرك وتستحكم ولا خلة، أى جاوزت القدر فخرجت من حال الخمر إلى حال الحموضة والخل. يقول: إنها على ما ينبغي أن تكون عليه في طعمها وطيبها، فلا تؤذى شاربيها بحدّتها وحرارتها اهـ ملخصا.

1 / 72