لكأنني بك قد تركت ربوعها
قفرا بكر الغزو والتعقيب
وأقمت فيها مأتما لكنه
عرس لنسر في الفلاة وذيب
وتركت مفلتها بقلب واجب
رهبا وخد بالأسى مندوب
تبكي نوادبها وينقلن الخطا
من شلو طاغية لشلو صليب
جعل الإله البيت منك مثابة
للعاكفين وأنت خير مثيب
فإذا ذكرت كأن هبات الصبا
فضت بمدرجها لطيمة طيب
لولا ارتباط الكون بالمعنى الذي
قصر الحجا عن سره المحجوب
قلنا لعالمك الذي شرفته
حسدا البسيط مزية التركيب
ولأجل قطرك شمسها ونجومها
عدلت عن التشريق للتغريب
تبدو بمطلع أفقها فضية
وتغيب عندك وهي في تذهيب
Page 73