البحر : كامل تام 1

وسواس حليك أم هم الرقباء

للقلب نحو حديثهم إصغاء

2

ووميض ثغرك أم تألق بارق

وشهاب شنفك ذا أم الجوزاء

3

يا بانة ورق الشباب ظلالها

وكأن قلبي بينها ورقاء

4

يا بدرتم يهتدي بضيائه

ساري الفلاة وليلتي ليلاء

5

أشكوك أم أشكو إليك صبابتي

أنت الدواء ومنك كان الداء

6

مالج داء أو تفاقم معضل

إلا وفي يمنى يديه شفاء

7

إن رام بالتدبير حيلة برئها

أبدت منافعها له الأعضاء

8

حتى إذا سئمت نفوسهم الردى

واعتاص مصطبر وعز عزاء

9

وافوا وقد جعلوا الدروع ضراعة

إذ لم يكن غير الخضوع وقاء

10

وتبوءوا دار الخلافة ملجأ

فلهم بعقوة بابها استجداء

11

Page 1

فعيونهم صور ووقع حديثهم

همس ورجع كلامهم إيماء

12

رهبا فعاف شاقه بذل الندا

راج وطاغ ساقه استعفاء

13

علموا مواقع ذنبهم من عفوه

فاستشعروا الإحسان حين أساءوا

14

لا يحسبن الروم سلمك رهبة

فالزند للنيران فيه ثواء

15

لم تغمد الأسياف من وهن بها

لكن نفوس أجلت ودماء

16

نامت على شبع وقد سالمتهم

وعلاج فرط الغبطة الإغفاء

17

يا نيرا لولا توقد نوره

هفت الحلوم وفالطت الأراء

18

لو أن بأسك والجموع زواحف

في مجمع البحرين غيض الماء

19

لله سيفك والقلوب بوالغ

ثغر الحناجر والنفوس ظماء

20

تتزاحم الأرواح دون وروده

فكأنما هو نطفة زرقاء

21

Page 2

لله قومك آل نصر والقنا

قصر وأجسام العدا أشلاء

22

الطاعنون الخيل يوم الملتقى

والمطعمون إذا عدت شهباء

23

سيماهم التقوى أشداء على الكفار

فيما بينهم رحماء

24

نصروا الجزيرة أولا ونصيرها

ضاقت عليه برحبها الأنحاء

25

وأتوا ودين الله ليس بأهله

إلا أليل خافت وذماء

26

قمعوا بها الأعداء حتى أذعنوا

والبيض من علق النجيع رداء

27

فكأنما حمر البنود خوافقا

منها قلوب شفهن عناء

28

لم يأمنوا مكر إلاله وإنما

إمهالهم عن ورده إملاء

29

إن أبرموا أمرا فربك مبرم

أمرا وإنهم هم السفهاء

30

والله جل اسما لملكك ناصر

والله فيك كفاية وكفاء

31

Page 3

فمن المدافع والملائك حزبه

والله ردء والجنود قضاء

32

فإذا هم عادوا لماضي عهدهم

فغرار سيفك للعصاة جزاء

33

مزق جفون البيض عن ألحاظها

لتسيل فوق شفارها الجوباء

34

واهزز غصون السمر وهي ذوابل

تسقط عليك العزة القعساء

35

يا أيها الملك الذي من رأيه

جند له النصر العزيز لواء

36

يهنيك أسعد وافد ما تنقضي

أيامه وسعادة وبقاء

37

عبد أعدت الدهر فيه يافعا

طلقا تلوح بوجهه السراء

38

لما برزت إلى المصلى ماشيا

ودت خدود أنها حصباء

39

وسمت إلى لقياك أنصار الورى

حتى كأن جميعهم حرباء

40

Page 4

حتى إذا اصطفوا وأنت وسيلة

وسما إلى مرق القبول دعاء

41

ملئت صدور المسلمين سكينة

إذ ذاك وانتاش القلوب رجاء

42

وتيقنوا الغفران في زلاتهم

ممن لديه الخلق والإنشاء

43

قسما برب الهزل وهي طلائح

نحتت مناسم سوقها السراء

44

من كل نضو الآل يستف الفلا

سيرا تقلص دونه الأرجاء

45

عوجا كأمثال القسي ضوامرا

أغراضهن الركن والبطحاء

46

يحملن كل مشهد أضلاعه

صيف وفي الأماق منه شتاء

47

لرفعت بند الأمن خفاقا فقد

كادت تسير مع الذئاب الشاء

48

وكففت كف الجور في أرجائها

وعمرت ربع العدل وهو خلاء

49

وعففت حتى عن خيال طارق

ووهبت حتى أعذر استجداء

50

قمسا لأنت ملاك كل رغيبة

ومأم من ضاقت به الغبراء

51

Page 5

ولأنت ظل الله بين عباده

وبلاده إن عدد الأفياء

52

أمؤمل الإسلام إن وسائلي

هن الشموس فما بهن خفاء

53

Page 6

مالي سوى حبي لملكك مذهب

ولربما تتخالف الأهواء

البحر : طويل 1

وخف لتوديعي وتشييع رحلتي

أخو كل إيثار وكل وفاء

2

Page 7

فكم من أكف أغريت بتصافح

وكم من جفون أولعت ببكاء

البحر : خفيف تام 1

يا محلا لخلتي وانتخائي

لم يبح لي الخروج باب الرخاء

2

Page 8

دل أن الرخاء مغتبط بي

فبحق تبجحي وانتخاء

البحر : خفيف تام 1

سيدي أنت عمدتي فاحتملني

وتغمد بالفضل منك جفائي

2

مبتلى أنت بالبرابر والغزز

وأهل الجبال والصحراء

3

وذوي أينق وأهل حمير

ورجال وصبية ونساء

4

وبواد يجري لك الجلف منهم

بكساء طورا ودون كساء

5

ترفع الصوت إن مررت عليهم

كالكراكي أو بنات الماء

6

وإذا ما اعتذرت لم يقبلوا الأعذار

خص القبول بالعقلاء

7

وشيوخ بيض اللحا خضبوا الأرجل

مثل الحمام بالحناء

8

وسعاة ذوي اجتداء والحاف

شديد يأتون بعد العشاء

9

وأفاريد يسردون دويا

كدوي الرحى قليل الغناء

10

Page 9

يكتب الشخص منهم ألف حول

وهو لا يستبين شكل الهجاء

11

غير ذال ترد دالا وظاء

جعلت نائبا مناب الطاء

12

وحبيش كلامهم يشبه الخطاف

عند انفجار خيط الضياء

13

وتيوس من أهل أندلس قد

قصدوا عن ضرورة وجلاء

14

كان منهم مرزبة وسواه

وهو فيهم من جملة الظرفاء

15

وذوو كدية وقوم أسارى

عبروا البحر رغبة في الفداء

16

أوقح القوم ضجت الأرض منهم

نبذوا كل حشمة وحياء

17

وسع الكل منك خلق جميل

وجناب للفضل رحب الفناء

18

وتولوا عن انفراد يبثون

وقد أسعفوا حميد الثناء

19

من له قدرة سواك على الخدمة

بوركت أو على الثقلاء

20

إنما أنت للبرية كهف

وملاذ في شدة ورخاء

21

Page 10

أين ثقلي إذا فرضت ثقيلا

وكثير الجفاء من هؤلاء

22

ومقامي نزر وأصرف وجهي

لسلا حيث معدن الحمقاء

23

فأعني واصرف لتجديد ما أصدرت

وجه الأماجد الحسباء

24

وأعدني لخلوتي عن قريب

لا تعذب قلبي بطول الثواء

25

خالصا عند كل سر وجهر

لك حبي ومدحتي ودعائي

26

أنت أنقذته وليس له إلاك

في كل غاية وابتداء

27

ختم الله بالرضا يا ابن رضوان

لك العمر بعد طول البقاء

28

شفاء عياض للنفوس شفاء

فليس لفضل قد حواه خفاء

29

هدية بر لم يكن لجزيلها

سوى الأجر والذكر الجميل كفاء

30

وفى لنبي الله حق وفائه

وأكرم أوصاف الكرام وفاء

31

Page 11

وجاء به بحرا يقول بفضله

على البحر طعم طيب وصفاء

32

وحق رسول الله بعد وفاته

رعاه وإغفال الحقوق جفاء

33

هو الذخر يغني في الحيلة عتاده

ويترك منه للبنين رفاء

34

هو الأثر المحمود ليس يناله

دثور ولا يخشى عليه عفاء

35

Page 12

حرصت على الإطناب في نشر فضله

وتمجيده لو ساعدتني فاء

البحر : طويل 1

إليك مددت الكف في كل لأواء

ومنك عرفت الدهر ترديد نعماء

2

ويسرتني قبل ابتدائي ونشأتي

لشقوة بعدي أو سعادة إذ نائيء

3

تعاليت يا مولاي عن كل مشبه

فيا جل ما طوقت من غر آلاء

4

إذا اعتبرت نفسي سواك بفكرتي

فيا خسر أوقاتي وضيعة آنائي

5

وإن أبصرت عيناي غيرك فاعلا

فقد تهت للأوهام في جنح ظلماء

6

بما لك من سر بدأت به الورى

وعلم محيط بالوجود وأسماء

7

Page 13

أعني وطهرني وخلص حقيقتي

إليك وأيد نور سري ومعناء

البحر : مخلع البسيط 1

يا جملة الفضل والوفاء

ما بمعاليك من خفاء

2

عندي للود فيك عقد

صححه الأمر باكتفاء

3

ما كنت أقضي علاك حقا

لو جئت مدحا بكل فاء

4

Page 14

فأول وجه القبول عذرى

وجنب الشك في صفاء

البحر : مجتث 1

مولاي أنت فدائي

أجب خفي ندائي

2

Page 15

إن لم تدارك برحمى

فقد هلكت بداء

البحر : كامل تام 1

صدع الظلام بها وحث كؤوسها

صرفا بغير بلالة من ماء

2

Page 16

فلو أنهم نظروا إلى أحشائه

لرأوه مثل حباحب الظلماء

البحر : كامل تام 1

بشرى يقوم لها الزمان خطيبا

وتأرج الأفاق منها طيبا

2

هذا طلوع فتوحك الغر التي

ما كان طالع سعدها ليغيبا

3

أظهرت دين الله في ثغر العدا

وقهرت تمثالا به وصليبا

4

وذعرت بالجيش اللهام بلادها

ملء الفضا ملأ القلوب وجيبا

5

جيش يرى تعب المفاوز راحة

والسهل صعبا والبعيد قريبا

6

شرقت ثغور الدين منه بغصة

ولقين منه حوادثا وخطوبا

7

ومتى سرت للمسلمين سرية

أبدى لها التحذير والتأليبا

8

حتى إذا استشرى وأعضل داؤه

شكت الثغور به فكنت طبيبا

9

وإذا أراد الله برء زمانة

لم تعد ميقاتا لها مكتوبا

10

Page 17

لله يوم الفتح منه فإنه

يوم على الكفار كان عصيبا

11

فتح تفتحت المنى عن زهره

وافتر ثغر الدهر عنه شنيبا

12

حفت به راياتك الحمر التي

قادت إليه قبائلا وشعوبا

13

وتعلقت بهم الرجال بصوره

فتخال في شرفاته يعسوبا

14

وحفت به عوج القسي ضلوعها

تغتال فيه جوانحا وقلوبا

15

فكأنما قزح حنت أقواسه

أيدي الغمام وأمطرت شؤبوبا

16

ورأى المنية ربه وهفا إلى

طلب الأمان فقيل لا تثريبا

17

وإذا أمرؤ ألقى إليك قياده

ورجاك أدرك حلمك الموهوبا

18

من بعد ما قعدت به أنصاره

رهبا وأبصر وعدهم مكذوبا

19

وتبلبلت بالليل ألسن ناره

تصل الصراخ فما لقين مجيبا

20

ولو أنهم جاشوا إليك وجمعوا

أقصى تخومهم صبا وجنوبا

21

Page 18

غادوتهم صرعى على عفر الثرى

وملأت أرضهم بكا ونحيبا

22

وتركت كل مثقف متقصدا

فيهم وكل مهند مخضوبا

23

بعصابة يمنية مهما انتمت

في العرب كان لها الحسام نسيبا

24

ألبست ملك الروم عارا باقيا

وكسوت غما وجهه وقطوبا

25

فاستقبل الملك المؤيد خالدا

والدهر غضا والزمان قشيبا

26

واهنأ أبا الحجاج بالفتح الذي

يهدي إليك من الفتوح ضروبا

27

وانعم بموقعه الجميل فإنه

يشجي عدوا أو يسر حبيبا

28

Page 19

والدهر محتفل لملكك محتف

يبدي على أثر العجيب عجيبا

البحر : كامل تام 1

هي أسعد ما دونهن حجاب

لا ينقضي عد لها وحساب

2

وبشائر تصل النفوس كأنما

بين النفوس وبينها أنساب

3

تأتي على قدر فيخلف بعضها

بعضا كما خلف السحاب سحاب

4

أما الفتوح فقد تجلى واضح

من صبحها الأجلى وفتح باب

5

وسرت بشائرها بكل تحية

شدت لها الأفتاد والأقتاب

6

حتى إذا شمل البلاد وأهلها

فعلا لهم قدح وعز جناب

7

طلعت على الأعقاب أعز موقعا

منها والآلاء عذاب

8

فارتاح دوح الملك عن فرع العلا

وازداد في أفق الجلال شهاب

9

واستل من أجفان خزرج صارم

خضعت إليه مفارق ورقاب

10

وهوت إليه أسنة وأسرة

ومواكب وكتائب وكتاب

11

Page 20