265

معجم المناهي اللفظية

معجم المناهي اللفظية

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤١٧ هـ -١٩٩٦ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

الذي يستحلونه ليس بداخل في لفظ الشيء المحرم، مع القطع بأن معناه معنى الشيء المحرم، فإن الرجل إذا قال لمن له عليه ألف: أجعلها ألفًا ومائة إلى سنة بإدخال هذه الخرقة وإخراجها صورةً لا معنى، لم يكن فرق بين توسطها وعدمه، وكذلك إذا قال: مكنيني من نفسك أقْضِ منك وطرًا يومًا أو ساعة بكذا وكذا، لم يكن فرق بين إدخال شاهدين في هذا أو عدم إدخالهما وقد تواطئا على قضاء وطر ساعة من زمان. ولو أوْجب تبديلُ الأسماء والصور تبدل الأحكام والحقائق لفسدت الديانات، وبدلت الشرائع، واضمحل الإسلام. وأي شيء نفع المشركين تسميتهم أصنامهم: آلهة، وليس فيها شيء من صفات الإلهية وحقيقتها؟ وأي شيء نفعهم تسمية الإشراك بالله: تقربًا إلى الله؟ وأي شيء نفع المعطِّلين لحقائق أسماء الله وصفاته تسمية ذلك: تنزيهًا؟ وأي شيء نفع الغلاة من البشر واتخاذهم طواغيت يعبدونها من دون الله تسمية ذلك: تعظيمًا واحترامًا؟ وأي شيء نفع نُفاة القدر المخرجين لأشرف ما في مملكة الرب تعالى من طاعات أنبيائه ورسله وملائكته وعباده من قدرته تسمية ذلك: عدلًا؟ وأي شيء نفعهم نفيهم لصفات كماله تسمية ذلك: توحيدًا؟ وأي شيء نفع أعداء الرسل من الفلاسفة القائلين بأن الله لم يخلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولا يحيى الموتى، ولا يبعث من في القبور، ولا يعلم شيئًا من الموجودات، ولا أرسل إلى الناس رسلًا يأمرونهم بطاعته تسمية ذلك: حكمة؟ وأي شيء نفع أهل النفاق تسمية نفاقهم: عقلًا معيشيًا، وقدْحهم في عقل من لم ينافق نفاقهم ويُداهن في دين الله؟ وأي شيء نفع المكسة تسمية ما يأخذونه ظلمًا وعدوانًا: حقوقًا سلطانية، وتسمية أوضاعهم الجائرة الظالمة

1 / 269