من سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز:
سلام عليك، فأنني أحمد إليك الله لا إله إلا هو:
أما بعد: فإن الله عز وجل وتقدست أسماؤه لا يقدر أحد قدره سبحانه وتعالى عما يشركون خلق الدنيا كما أراد فجعل لها مدة قصيرة كأن ما بين أولها وآخرها ساعة من نهار ثم قضى عليها وعلى أهلها الفناء فقال: { كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}.
ولا يقدر أهلها منها على شيء حتى تفارقهم ويفارقوها.
أنزل بذلك كتابا وبعث به نبيه صلى الله عليه وسلم وقدم في ذلك بالوعيد، ووصل فيه القول، وضرب فيه الأمثال، وشرع دينه فيه وأحل فيه الحلال، وحرم فيه الحرام، وقص فأحسن فيه القصص، وجعل دينه في الأولين والآخرين دينا واحدا ولم يبدل قوله ولم يغير قضاؤه ولم يختلف رسله ولم يسبق أحد من أمره بشيء سعد به أحد ولم يسعد أحد من أمره بشيء شقي به أحد.
ثم إنك يا عمر بن عبد العزيز ليس تعدو أن تكون رجلا من بني آدم يكفيك من الطعام والشراب ما يكفي رجلا منهم.
Page 180