223

Développement de l'écriture biographique du Prophète

تطور كتابة السيرة النبوية

Maison d'édition

الثقافية العامة

Édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ

Lieu d'édition

بغداد

Genres

قد نحا فيه مؤلفه أسلوبا جديدا ومغايرا عما ألفه عصره من أساليب في عرض تأريخ العالم، إذ وصف روز نثال أسلوب المقدسي بالقول: " محاولة لإخضاع التأريخ للفلسفة ومن الناحية الظاهرية على الأقل ... وان الملاحظات الفلسفية هي كالبقع القرمزية التي تناثرت في مختلف ثنايا أجزاء الكتاب" «١٨٥» .
علق أحد الباحثين على هذا الرأي بالقول: " ان هذه القيمة [إدخال الفلسفة وعلم الكلام بالتأريخ] يجب أن تعطى لمجرد المحاولة التي كانت جريئة ومبتكرة دون شك، أما من ناحية التطبيق فان التأريخ لم يفلسف ... وإنما اقتصر الأمر على إلصاق بعض أبحاث الإلهيات بأبحاث التأريخ موجزة معروفة" «١٨٦» .
كانت هذه البقع القرمزية التي وصفها روز نثال قد انتشرت بكثرة في القسم الخاص بسيرة الرسول ﵌ من هذا الكتاب «١٨٧»، وشغلت السيرة النبوية من هذا الكتاب حيزا كبيرا، ولأجل ذلك أضفى المقدسي جوانب عدة على هذه السيرة وشملت هذه الجوانب:
١. استعمال أسلوب المحاججة والإفحام للطوائف والملل من غير المسلمين سواء أكانوا أتباع أديان سماوية أم وضعية، إذ نرى في هذا الكتاب هجوما عنيفا على هذه الطوائف والملل في إنكارها نبوة الرسول ﵌ من جهة، أو رفض فكرة النبوة مطلقا، إذ تركز هذا الهجوم في إيراد الدلائل والمعاجز والقرائن

(١٨٥) علم التأريخ عند المسلمين، ص ١٦١.
(١٨٦) مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، ١/ ٤٠٨.
(١٨٧) ينظر، البدء والتأريخ، ٤/ ١٠٥- ٢٤٢، ٥/ ١- ٦٨.

1 / 226