وينبغي أن نختم الكلام بعد التحذير من تلك الآفات بذكر ما يعتمد فعله من محاسن الشمائل والصفات، من التوبة والإخلاص، واليقين والتقوى، والصبر والرضى، والقناعة والزهد، والتوكل والتفويض، وحسن الظن وحسن الخلق، وكظم الغيظ والعفو، وكف الأذى والرفق، وشكر المنعم والشفقة على الخلق، والحب لله ولرسوله وللمؤمنين، والنصيحة لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين ولعامتهم، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والمجازاة على الإحسان والمواساة، والسعي في قضاء حوائج الأنام، وصلة الأرحام، وبذل الجاه في الشفاعات، والتحبب إلى الأقارب والجيران، والوفاء بحقوق الإخوان، بحسب الإمكان، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة له منها إلا..........والعفو له يغفر زلته ويرحم عترته، ويستر عورته ويقبل.....، ويقبل معذرته ويرد غيبته، ويديم نصيحته ويحفظ حلته، ويرعى ذمته ويعود مرضته، ويشهد منيته ويجيب دعوته، ويقبل هديته ويكافئ صلته، ويشكر نعمته ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته ويقضي حاجته، ويتبع مسألته ويشمت عطسته، ويرشد ضالته ويرد سلامه، ويبر إنعامه ويصدق أقسامه، يواليه ولا يعاديه، وينصره ظالما ومظلوما، فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوما فيعينه على آخذ حقه، ولا يسلمه ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له عليه)).
اللهم يا من لا يحويه مكان، ولا يخلفه زمان، ولا يشغله شأن عن شأن، صل وسلم على محمد وعلى آل محمد، وأعذنا من آفات اللسان والجنان، ومن شر النفس والهوى والشيطان، واسكنا ووالدينا وأولادنا وإخواننا من المؤمنين والمؤمنات برحمتك التي وسعت كل شيء غرف الجنان، واجعلنا جميعا ممن قلت فيه: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى}.
Page 23