Indication de forme: étude en esthétique formelle et une lecture du livre d'art
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Genres
processing ، وما يصحب ذلك من مصاعب شخصية وبينشخصية؛ مثل فقر الخيال، وضعف الحدس، والمواجدة، والذكاء الانفعالي، والانفصال العاطفي، وضعف التواصل، وفقدان اللذة والإشباع الحياتي، بالإضافة إلى تحول هذه المشاعر المختلطة والمهوشة وغير المتميزة وغير المترجمة؛ تحولها إلى الجسد في صورة اضطرابات نفسجسمية
psychosomatic
وآفات جسدية حقيقية؛ فمن المعروف أن العجز عن تنظيم الانفعالات معرفيا (عدم إدراكها وتمييزها وعرفانها وتصنيفها وبالتالي تنظيمها والتعامل معها) يرفع وتيرة الجهاز العصبي المستقل
autonomic nervous system
والجهاز العصبي الهرموني
neuroendocrinal system
على نحو مستدام، مما يؤدي إلى المرض الجسمي، لكأنما الطوفان المختلط لم يجد له قناة سيكولوجية تتولاه فاقتحم الجسد يدمر ويتلف، أو كأن المشاعر المجهولة لم تجد لها ترجمة سيكولوجية فاضطرت إلى الترجمة الجسدية الموبقة! إلى هذا الحد إذن تبلغ أهمية شكسبير وبروست، وشوبان وموتسارت، وسيزان وجوجان؟! إلى هذا الحد يكون لزوم الفن وضرورته؟! •••
ولا يفوتنا في هذا المقام أن ننبه إلى أن النتائج غير الإستطيقية للفن تترتب تلقائيا على التجربة الإستطيقية الحقيقية، وأنها تأتي طوعا لا كرها، وعلينا ألا نتكلف اكتسابها فنخسرها، وألا نلتفت إليها فنجفل ظبيتها، ونضيعها حرصا وتعملا وإلحاحا. إن شأنها كالإيمان أو كالحب، تجيء ولا تطلب، تأتي ولا يؤتى بها.
ولا يفوتنا أن ننبه أيضا إلى أن التماس أي منفعة للفن من طريق آخر غير طريق الدلالة الإستطيقية هو إبطال للفن ونفي لماهيته ذاتها؛ فالفن الدعاوي والإرشادي والتزييني ليس فنا، بل تناقضا ذاتيا، شأنه شأن «النقطة الممتدة» أو «المربع المستدير»، والإصرار على توظيف الفن لخدمة أغراض حياتية مباشرة هو خسران لوظيفة الفن الحقيقية التي لا يقدر على الاضطلاع بها أي نشاط آخر، وتحميله في الوقت نفسه دورا تستطيع مرافق أخرى - كالإعلام والفكر والسياسة والجامعة ومراكز البحث - أن تقوم به على نحو أفضل. (5) تصحيح الواقع
الإبداع تمرد بحكم التعريف.
Page inconnue