Indication de forme: étude en esthétique formelle et une lecture du livre d'art
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Genres
Déjeuner sur l’Herbe
التي أثارت ثائرة الجمهور ضده.
لم يجد عامة الجمهور في لوحة مانيه سوى صورة فتاة متجردة تجلس إلى جوار شابين كاملي الملابس، بينما جعلت صديقتها المتشحة برداء أبيض شفاف تغسل قدميها في غدير صاف ينساب بين الأشجار، ولكن يبدو أن مانيه - كما لاحظ إميل زولا - لم يكن يعلق على «موضوع اللوحة» كل تلك الأهمية التي اعتاد الجمهور أن يعلقها، فإن «الموضوع»
subject matter
لم يكن بالنسبة له أكثر من حجة أو «ذريعة»
pretext
للقيام ببعض الدراسات الفنية، أما الجمهور فلم يكن يرى من أية لوحة غير «موضوعها». كذلك لم يقدم مانيه في لوحته شخصيات تاريخية مستعارة من لوحات الأقدمين، بل صور فيها شخصيات باريسية حية مستمدة من صميم بيئته، ولم يسبغ على فتاته العارية ذلك الطهر السحري المثالي الذي اعتاد المصورون أن يسبغوه، بل صورها بصورة الأنثى التقليدية، كما أن مانيه رسم الأشكال في تلك اللوحة بطريقة الانتقال المفاجئ من الضوء إلى الظل، مستهينا بالأسلوب التقليدي في التصوير وهو الانتقال التدريجي في تجسيم الأشكال.
1
كانت تلك بدايات حيية ومفاتحات مترددة سرعان ما تبلورت في حركة واضحة وكسبت أنصارا عديدين، كان هؤلاء يولون موضوع اللوحة أهمية ضئيلة ويجعلون هدفهم هو الوصول إلى تأثير اللون والضوء والظل في موضوعات تجربتنا البصرية، وإذ انصب اهتمامهم على مظهر الضوء واللون في العالم فقد ركزوا انتباههم على السطوح الخارجية للأشياء، وقللوا من تكتل الموضوعات المصورة وصلابتها. إن انعكاس الشيء في الرسم هو عندهم حقيقة لا تقل عن حقيقة الشيء المعكوس نفسه؛ فالرؤية يجب أن تكون جديدة طازجة، والاتصال بالأشياء يجب أن يكون ملامسة حية للمعطيات الحسية في واقعها المباشر وحضورها الآني.
لقد أعاد الانطباعيون تعليم الناس كيف ينظرون إلى الأشياء من جديد، كما عملوا على صرفهم عن تعاليم فنية كثيرة. تخلى الانطباعيون عن مهمة إعادة بناء الماضي، وعن التآليف المجازية، وعن التخيلات الرمزية،
Page inconnue