143

قدح ابن مقبل : يضرب في حسن الأثر. روي أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: ما أرى لك مثلا إلا قدح ابن مقبل؛ فلم يعرف معناه، فدخل قتيبة بن مسلم وكان رواية للشعر، عالما به فسأله ، فقال: أبشر ، فإنه مدحك؛ أما سمعت قول ابن مقبل يصف قدحا :

غدا وهو مجدول وراح كأنه من المس والتقليب في الكف أفطح

خروج من الغماء إن صك صكة بدا والعيون التسكفة تلمح

وكتب إليه أيضا : أما بعد، فإنك سالم والسلام. فلم يدر معناه، حتى نبه أنه أراد قول عبد الله بن عمر في ابنه سالم :

يديرونني عن سالم وأديرهم وجلدة بين العين والأنف سالم

وفي كلام الصاحب : الأخ الفقيه أبو سعد سميي وصفيي أدام الله عزه عندي كسالم وسالم، بل كالسلامة، فهي أخصر موقعا وأشرف.

منديل عبدة (¬1) : وقال عبد الملك يوما لجلسائه : أي المناديل أفضل؟ فقال قائل: مناديل اليمن، كأنها أنوار الربيع. وقال آخر: مناديل مصر، كأنها غرقئ البيض، فقال: ما صنعتم شيئا، أفضلها منديل عبدة بن الطيب القائل :

ثمت قمنا إلى جرد مسومة أعرافهن لأيدينا مناديل

وأصله قول امرئ القيس:

نمش بأعراف الجياد أكفنا إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

قدر الرقاشي :

كان أبو نواس يتولع بقدر الرقاشي ويصفها بالبياض والنظافة والصغر؛ حتى صارت

مثلا ؛ فمن قوله فيها: "من الطويل"

رأيت قدور الناس سودا من الصلا وقدر الرقاشيين زهراء كالبدر

Page 143