Science moderne de la physiognomonie
علم الفراسة الحديث
Genres
وللإفرنج في هذا الموضوع كتب مطولة ولكنها تبحث في دلالة خطوطهم في لغاتهم على أخلاقهم فلا تنطبق على لغتنا العربية وخطوطها وأخلاق كاتبيها، ولكننا بحثنا في هلال السنة السادسة في دلالة الخطوط العربية على أخلاق كاتبيها على ما بلغ إليه نظرنا القاصر، وهي من توابع علم الفراسة فيجدر بنا نشرها فيما يلي:
حسن الخط وقبحه:
من المشهور المتعارف أن رجال العلم يغلب فيهم قبح الخط وعدم انتظامه ويغلب الخط الجميل المتناسب في النساخ أو الذين يكتبون أفكار سواهم، وهو أمر معقول ولكنه ليس قاعدة عامة، على أن الخط غير المنتظم يغلب في سريعي الخاطر حادي الذهن؛ لأنهم يسرعون في الكتابة ليدركوا مجاري أفكارهم خوفا من ضياع المعنى وانقطاع سلاسل المعاني، فهم لا يصبرون على تنسيق الحروف كتسنين السين وتدوير القاف والعين ونحو ذلك مما يحتاج إلى زمن. وأما بطيء الفكر فليس ما يدفعه إلى العجلة، وكذلك النساخ فهم إنما يوجهون انتباههم إلى ترتيب الحروف وتنظيمها وضبط كتابتها، وإذا قرأت كتابة عالم سريع الخاطر رأيت فيها - فضلا عن تشويش الخط - نقصا في بعض الحروف أو الألفاظ، فقد ينسى كلمة أو حرفا، وقد يبدل حرفا بآخر لانصراف مخيلته إلى سلسلة أفكاره وتتبع الصور المعنوية التي تتوالى أمامها فلا ينتبه إلى صور الحروف، بخلاف الخطاطين فإنهم إنما يصرفون قواهم جميعها إلى إتقان ما يكتبونه، فقلما تجد في كتابتهم نقصا أو خطأ أو اعوجاجا.
اتجاه السطور:
ومما تمتاز به الخطوط بوجه الإجمال اتجاه سطورها فهي من هذا القبيل على أربعة ضروب: (1) السطور المستوي، (2) السطور الصاعدة، (3) السطور النازلة، (4) السطور المتعرجة. فالسطور المستوية تدل غالبا على هدوء كاتبها وانتباهه لما حوله واحتراسه، وأما الصاعدة ففيها دليل على الإقدام والطمع والهمة والنشاط، وقد وجدوا بالاختبار أن رجال الأعمال وخصوصا الذين ارتقوا أوج المعالي بجدهم واجتهادهم يغلب في خطوطهم الانحراف نحو الأعلى، ومن اعتقاد العامة أن أصحاب هذا الضرب من الخط هم من أهل السعادة والتوفيق، وأصل هذا الاعتقاد ناشئ عن ميلهم إلى الجد والعمل والسهر.
وقل من جد في أمر يحاوله
واستعمل الصبر إلا فاز بالظفر
أما الخط النازل وهو الذي تنحرف سطوره نحو الأسفل فيدل غالبا على الجبن والمرض أو ضعف الإرادة، وقد حكى بعض علماء هذا الفن أن سيدة كتبت إليه كتابا رأى سطوره نازلة فتشاءم وكتب إليها: «لقد ساءني انحدار خطك وخشيت أن تكوني مريضة أو على شفا المرض، فاكتبي إلي بواقعة الحال.» فسكتت عنه مدة ثم كتبت إليه: «لقد بشرتني بشارة سوء فصدقت نبوءتك، ولم تمض أيام حتى أصبت بالمرض ولم أعد قادرة على الكتابة إليك.» ويؤيد ذلك أن خط السيدات يغلب أن يكون نازلا؛ لأنهن أقل إقداما وأضعف إرادة من الرجال.
أما الخط المنعرج فهو ما يصعد ثم ينزل ثم يصعد على غير انتظام، كما ترى في شكل
70 .
Page inconnue