Science moderne de la physiognomonie
علم الفراسة الحديث
Genres
والعرب يسمونها أيضا الخضراء، ولها جمال خاص بها يختلف باختلاف ما يبدو فيها من الحركة والسكون، فإذا تحركت كان صاحبها ميالا إلى السرور، على أن هذا اللون يتفاوت كثيرا في مقداره، وقد تخالطه حمرة أو خضرة أو غير ذلك، فيتكون منها العيون الشهلاء والشعلاء والصفراء والعسلية والزرنيخية والرصاصية والرمادية والسنجابية، وغير ذلك مما لا يمكن حصره، وينسبون إلى كل منها دلالة على أخلاق صاحبها مما يطول شرحه ولا نرى فيه فائدة فنقتصر على الشهلاء منها.
العيون الشهلاء:
يقولون أن أصحاب العيون الشهلاء أصحاب عواطف وذكاء، فإذا كان صاحبها امرأة كانت سهلة القياد مع تغلب العقل على العواطف، شديدة الانعطاف إلى زوجها تؤثر رضاه على كل شيء، قليلة الكلام كثيرة العمل، وجماعة كبيرة من عظماء الرجال وخصوصا قواد البحار كانوا من أصحاب هذه العيون.
ملامح العين:
نريد بملامح العين ما يبدو فيها من المعاني والأمارات أو الأشعة والأظلال مما لا يمكن رسمه ولا وصفه، فإنك تنظر إلى الرجل فتتوسم في عينيه الذكاء أو البلادة أو الصداقة أو العداوة أو السذاجة أو الدهاء، ومن هذا القبيل قول بطرس الرسول في وصف أصحاب الشهوات: «لهم عيون مملوءة فسقا.» وقس على ذلك.
ولو سئلت عن بيان ذلك ما استطعت إلى وصفه سبيلا، وفي هذه الملامح الفراسة الحقيقية للعين؛ إذ قد يكون الذكاء في العيون على اختلاف أقدارها وأشكالها وألوانها، وكذلك البلادة أو السذاجة أو الدهاء، فالعين في اعتقادنا أكثر الأعضاء دلالة على الأخلاق، وإذا كنا لا نستطيع بسط ذلك أو تصويره واضحا جليا فلأن تلك المعاني لا صورة لها ولا شكل.
الأجفان المرتعشة:
من الناس من يخاطبونك ولا يستطيعون التطلع إلى وجهك ولا التفرس في عينيك، وقد ينظرون إليك وأجفانهم ترتعش كأنهم يستحيون منك أو يخافون النظر إليك، فأولئك هم أهل الخبث والرياء، كأن الرجل منهم يخاطبك في شأن وفكره يشتغل في تدبير مكيدة أو نصب أحبولة، وهي الأجفان التي أرادها أبو الطيب المتنبي وهو يهجو إسحاق بن إبراهيم بن كيغلغ، قال:
وجفونه ما تستقر كأنها
مطروفة أو فت فيها حصرم
Page inconnue