Retour au début
عود على بدء
Genres
فيذهبان عنى إلى أمهما فإنها تفهم ما لا أفهم من هذا الحساب، وما أظن إلا أن المرأه أقدر عليه.
نعم سيكون الحساب علة شقائى مرة أخرى.
والجغرافيا أهون ولكنها ثقيلة، وكان معلمها يأمرنا أن نغنى بأسماء الخلجان والأنهار والرءوس والبلدان لنحفظها عن ظهر قلب فحفظناها إلى حين ثم نسيناها وكيف تبقى أسماء لا تقترن بشىء يذكر بها؟ فكيف يصنع معلمى الجديد؟ إنه لا شك من طراز أحدث فلعل له طريقة أخرى أجدى.
وانقلبت على جنبي الأيمن فصار وجهى إلى باب الشرفة، وتوقعت أن تدخل لولو بعد قليل وتصبحنى بوجهها الحسن وابتسامتها الحلوة، وهممت أن أقول: تالله ما أجملها وأبرع حسنها! ولكنى قلت بدلا من ذلك: «إيه»؟ بلهجة المنكر لا المستفسر ، وجلست فى السرير، وفركت عينى، وجعلت أطرف، ثم رحت أستثبت، فقد أصبحت فى غرفة أخرى غير التى أعرف أنى قضيت الليل فيها، أفترانى سأنتقل كل صباح - أو كل ليلة - إلى بيت جديد وبدن جديد؟ ولكن هذه ... هذه غرفتى! أى والله هى بعينها.
ووثبت إلى الأرض، وذهبت أعدو إلى الباب فأدرت فيه المفتاح، أو أردت أن أديره، ولكنى كنت عجولا فخرج ووقع على الارض، فانحنيت وتناولته وأنا أسخط على نفسى ودفعته فى الثقب، أو جعلت أدفعه فلا يدخل من فرط اضطرابى وارتعاش يدى، وبعد لأى ما فتح الباب، فانطلقت خارجا كالصاروخ، وداخلا على زوجتى فى غرفتها، وكانت لا تزال نائمة، فطرحت الغطاء الرقيق الذى تستر به جسدها وجذبتها من ذراعها. فقامت معى تقول: «إيه؟ مالك»؟
قلت، أو صحت: «قومى يا امرأة ... انظرى إلى ... ألست كما كنت؟ هل تغيرت»؟
قالت: «ماذا، جرى لك؟ ما هذا النط الذى تنطه كالقرود»؟
قلت محتجا: «قرود؟ أسألك كيف تريننى فتقولين إنى أنط كالقرد»؟
قالت: «ماذا أصنع إذا كنت تنط مثلها تماما»؟ قلت: «طيب. دعى هذا وقولى كيف تريننى»؟
قالت ببرود: «مالك؟ كما كنت سوى أن خدك وارم».
Page inconnue