Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
71

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

نفوسكم حيث أوقفكم ، واشتغلوا بالعبودية عن الربوبية ؛ لأن في غيرة الحق إشارات تمنع أولياء الله عن السير في قربة الحق ، وذلك بأن القلوب إذا مرضت وسقمت عن الجهد في طلب الحقيقة ، وسكنت بحظوظ البشرية ، فأثابها الله بالإحصار في وطنات الطبيعة.

( الحج أشهر معلومات ) (1) بين الله تعالى مواقيت العبادة لئلا يسأموا عباده عن خدمته ، ويقعوا بفتورهم في مقته ، وأيضا حتى يسكن أهل المعرفة عن أثقال العبودية في بسطهم برؤية الربوبية ، وانتقالهم بمشاهدة الرحمن عن زحمة الامتحان ، ووقت الحق لأهل خالصة في سلوكهم ، وإتيانهم لبساط القربة أحانين الصفاء والوفاء والطمأنينة واليقين ، وجمع لهم ليعرفوا أن القصد لا يتهيأ إلى بساطه إلا في هذه الأوقات المعلومة.

قال النصر آبادي : وقت الله العبادات بأوقات ليتأهب للعبد لها قبل أوانها بأدائه الطهارة ، ولم يوقت المعرفة لئلا يتخلى العبد عن مراقبة المشاهدة بحال.

( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) أي : اجتنبوا على الالتفات إلى غيري في استقبالكم إلي فإني زادكم في جميع الأحوال ، ولا تحتاجون أحدا سواي ، وأيضا إذا أردتم أن تقطعوا أقفار الديمومية وفلوات الأزلية ، فتزودوا على مراكب القلوب نور الأنانية لأرواح العاشقة في سير النيوب ، وخافوا عن فقدي ، فإن خير الزاد في طلب وصلي الافتقار إلي مخافة فقدان قربى ، ( واتقون يا أولي الألباب )؛ لأنكم أهل الخصوص بأنوار العقول فمن يعقلني بنعت العظمة لا تسكن روعته في دار امتحاني.

وقيل : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) هو خطاب للخاص ؛ لأنه لا زاد للعارف سوى معروفة ، ولا للمحب سوى محبوبه.

وأنشدوا :

إذا نحن أدلجنا فأنت أمامنا

كفي بمطايانا بلقياك هاديا

( واتقون يا أولي الألباب ) قال الواسطي : عاقبهم لأنه أحبهم.

وقيل : أقبلوا علي يا أصحاب الفهوم السليمة ، وأعقلوا عني.

وقال أيضا : هم من الخصوص ، ولم تجعل للعموم فيهم طريقا.

Page 81