Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
35

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

قال الله تعالى : ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما (115)) .

( فتكونا من الظالمين ) أي : من المجاورين عن حد العقل إلى حد العشق.

وقال بعضهم : معناه أنه نهاهما عن قرب الشجرة ، وقضى عليهما ما قضى ؛ لنريهما عجزهما ، وإن العصمة هي التي تقومهما ، لا جهدهما وطاقتهما.

( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ): الإشارة فيه أن المريد لا يجوز أن يعتدي بكل أحد ، وربما يقع بكلام أهل الخداع في هاوية الهلاك ، والمريد قد غلب عليه الإرادة ، وحلاوة المعاملة ، وكل من يدعوه إلى شيء من المعاملة يسمع كلامه ، وإن كان مدعيا ؛ لأنه لا يعرف كيفية الأحوال ، فيسقط عن درجة الإرادة بشؤم صحبة الأضداد.

وأيضا من سلك طريق الشهوة ، احتجب عن مشاهدة القربة ؛ لأن سوء الأدب يوجب سقوط المريد عن درجة الحرمة.

( ولكم في الأرض مستقر ) أي : مشهد إسباحكم في ملكوت الأرض ، ومستقر أرواحكم في ملكوت الحضرة.

( ومتاع إلى حين ): «متاعهم» : أنوار تجلي الحق يترادف على قلوبهم ؛ ليعيشوا به تسليا عن فقدان المشاهدة.

( فتلقى آدم من ربه كلمات ): «الكلمات» : ما اعتذر الله آدم من إنفاذ قضائه وقدره عليه ، فتلقى آدم من ربه تلك الكلمات ، فاعتذر بها من الله لخطيئته.

وقيل : هي ربنا ظلمنا أنفسنا.

وقال جعفر بن محمد : قال آدم يا رب ما خدعت إلا بك.

( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) أي : اذكروا معونتي في طاعتكم وهدايتي قبل مجاهدتكم ، وما كشف لكم من أسرار معرفتي ؛ حتى لا تغتروا بمعاملتكم.

( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون (152)) .

وقال بعضهم : ربط بني إسرائيل بذكر النعمة ، وأسقط عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ، فدعاهم

Page 45