Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
27

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

حلاوة وعوضا عاجلا ، فشرعوا فيها ، وإذا احتبس عليهم طريق الكرامات ، فتركوا جميع الطاعات.

قال الحسين : إذا أضاءهم مرادهم من الدنيا والدين ألفوه ، وإذا أظلم عليهم من خلاف بعقولهم قاموا مجهولين.

( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) أي : شرفوا أنفسكم بعبادة ربكم.

وأيضا اشكروا نعمة معرفتي بعبادتي ، وقيل : وحدوا ربكم.

وقال جعفر الصادق : بينوا ربوبيته ، ثم اعبدوه على حد الهيبة والإجلال ، وعاينوا أول تربيتكم ؛ لتعلموا خصوصيته إياكم من بين سائر خلقه.

( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ): أشار بهذا إلى ترك المرتع والمنظر ، ما دامت الأرض لغرماء الحق ، ولعمار السماء غطاء.

( وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ): بين للعباد أمر رزقهم ، أنه ليس من عند غير الله ، حتى يشتغلوا عن عبادة ربه باهتمام الرزق.

( فلا تجعلوا لله أندادا ) أي : فلا تجعلوا لله شريكا في طلب رزقكم منه بعبادة ربكم ، ولا تبيعوا عبادة الله بمال الدنيا.

( وأنتم تعلمون ): إن الله تعالى رازقكم وخالقكم ، أي : لا تكونوا مرائين ، وللطاعة بائعين ، وللدنيا وقبولها مشترين.

قال سهل أي : لا تجعلوا لله أضدادا ، وأكبر الأضداد النفس الأمارة بالسوء.

( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ): إن لأهل المعرفة جنان جنة العبودية ، وجنة الربوبية ، وجنة المعرفة ، وجنة المحبة ، وجنة القربة ، وجنة المشاهدة ، وجنة المداناة ، وجنة الوصلة ، وجنة التوحيد ، وجنة البقاء ، وجنة البسط ، وجنة الرجاء ، وجنة الانبساط ، وجنة السكر ، وجنة الصحو ، وجنة الملكوت ، وجنة المكاشفة ، وجنة الحقيقة ، وجنة العلم ، ولكل جنة منها نهر تجري من تحتها ، فجنة العبودية الكرامات ، ونهرها حقائق الحكمة ، وجنة الربوبية مشاهدة صرف القدرة ، ونهرها رؤية تجلي الحق في مرآة الآيات ، وجنة المعرفة إدراك نوادر الألوهية ، ونهرها صفاء الإخلاص ، وجنة المحبة مشاهدة الآلاء ، ونهرها الرضا بمراد المحبوب ، وجنة القربة مباشرة أنوار الصفة ، ونهرها خاصية المحبة ، وجنة المشاهدة الدهشة في جمال الحق ، ونهرها لطائف الإشارة ، وجنة المداناة ، والاستئناس برؤية الوصال ، والتبري من الحدثان ، ونهرها كشف

Page 37