Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
116

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

محبة مني ) [طه : 39] ، وأيضا ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) على استعداد الولاية والهداية ، وأيضا يصوركم ربانيين في علوم المعارف ، أو مطمئنين في كشف نور الحقائق أو المخبتين تحت أثقال المعاملات أو المحسنين في شرف المقامات ، كما كان في علم أزليته.

وقيل : يصوركم عالما به وعالما بصفاته وعالما بأوامره وجاهدا له ، فمن لم يصحبه حزن ما قدر عليه في وقت تصويره من السعادة والشقاوة فهو الجاهل به والآمن من مكره.

وقال محمد بن علي : ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) من الأنوار والظلمات.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله خلق الخلق في ظلمة ، وألقى عليهم من نوره ؛ فمن أصابه ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضل» (1).

وقال الحسين : خصوصية تصويره إياك أنه قومك فسواك وعدلك ، وأنزلك منزلة المخاطبين ( منه آيات محكمات ) المحكمات : التي لا تتبدل مما كانت في الأزل ، وهي آيات لا بد للمؤمنين من استعمال أوامرها ؛ لأنها في إصلاح الخلق وتثبيت إيمانهم بمنزلة الدواء للمرضى.

قال أبو عثمان : هي فاتحة الكتاب التي لا تجزي الصلاة إلا بها.

وقال محمد بن الفضل : هو سورة الإخلاص ؛ لأنه ليس فيها إلا التوحيد فقط ، ( هن أم الكتاب ) أي : مدار أوامر الكتاب ، وموئل أصول المعاملات ، ومنبت أشجار الإيمان في قلوب أهل المداناة بنعت المزيد ، ويهيج الأرواح في اقتباس المخاطبات ، ( وأخر متشابهات ) هي أوصاف التباس الصفات وظهور الذات في مزار الشواهد والآيات ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ) أهل التقليد يخوضون في المتشابهات طلبا للتوحيد ، وهم بمعزل عن شهوده ؛ لأنهم أصحاب الوهم ، وصاحب الوهم لا يعرف حقيقة الأشياء المحدثة ، فكيف يعرف وجود الحق برسم الوهم ، وإذا كان يطلب العلوم المتشابهة لم يبلغ حقيقتها ويقع في الفتنة ، ولهذا قال عليه السلام : «تفكروا في آلاء الله ، ولا تتفكروا في ذات الله» (2).

ومن لا يعبر بحار حقائق اليقين ولم ينظر في مرآة التحقيق ، ورسم في المتشابهات يسقط عن رسوم إيمانه ، ولا يبلغ معاني المتشابهات ؛ لأنه مقام أهل العشق الذي يرون الحق في كل

Page 126