Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
114

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

كما قال : قلت لها قفي ، قالت لي : قاف لكي لا يقف العاذلون على الأسرار ، ونطقوا بهذه الإشارة حذرا من استشراف المترقين ، هكذا سنة الإلهية خاطب خواص محبيه بالرموز والإشارات مثل الحروف المقطعة هي رموز من الحق لسادة أنبيائه وأوليائه تشريفا لهم وتعظيما على سائر الخلق ، ومن قرب من الله تعالى فالإشارة معه أدق والرمز معه أرق.

ألا ترى أنه تعالى أسمع كليمه كلامه أحسن العبارات ، وأسمع حبيبه خطابه بأجمل الإشارات ، قال عليه السلام : «أوتيت جوامع الكلم ، واختصر الكلام اختصارا» (1).

وقيل : العبارات للعموم والإشارات للخصوص.

وقيل : الإشارة في قوله : «ألف» أراد قيامه بكفايتك على عموم أحوالك ، والإشارة من اللام إلى لطفه بك في خفي السر ، والإشارة من الميم موافقة جريان التقدير لمتعلقات الطلب من الأولياء ، ولا يتحرك في العالم شيء ، ولا يظهر ذرة إلا وهو محل الرضا منهم.

وإذا قرعت هذه الألفاظ أسماع المحبين تفهم حقائقها أسرارهم ، وتقرأ معانيها من ألواح الإلهام أرواحهم القدسية ، وكل حرف منها إشارة إلى اسم ، والاسم إشارة إلى فعل والفعل إشارة إلى الصفة والصفة إشارة إلى الذات ، فإذا لقيت هذه الرموز في قلوب العارفين رقوا مدارج الأسماء والأفعال والصفات حتى يبلغوا سرادق الكبرياء ، فيكشف لهم معلومات السرمدية من الحق للحق فيفطنون علوم المجهولة التي ليست في ديوان الملكوت.

وقيل : الألف من الأحدية ، واللام من اللطف ، والميم من الملك.

وقال ابن عطاء : إن الله جعل الأحرف سببا متصلا بالحلق ، وجعل المشكل لها سببا متصلا منه لها وهو سر الله ، يعني المشكل لا يعلمه إلا هو.

وقوله تعالى : ( الحي القيوم ) الحي الذي لا تقاس حياته ببعد الأوهام ، ولا تدرك سرمدية ذاته بغوص فطن الأنام ، وأيضا ( الحي ) الذي حياته قام به العالم واستنارت بنورها روح آدم عليه السلام ، و ( القيوم ) الذي يبقى ببقائه أهل الفناء ويفنى بقهر قيوميته أهل البقاء ، وأيضا ( القيوم ) هو المقدس عن العلائق وقيامه لخلقه بنعت حفظهم ورحمته عليهم روح الخلائق.

وقال الأستاذ : ( الحي القيوم ) الذي لا يلهو فيشغل عنك ، ولا يسهو فيبقى عنه فهو على عموم أحوالك رقيب سرك إن خلوت فهو رقيبك ، وإن توسطت الخلق فهو قريبك.

Page 124