Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
112

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

ويقال : آمن الخلق بالوسائط ، وآمن محمد صلى الله عليه وسلم بغير واسطة.

ويقال : هذا خطاب الحق سبحانه وتعالى معه ليلة المعراج على جهة تعظيم القدر ، فقال : ( آمن الرسول ) ولم يقل آمنت كما يقول العظيم الشأن من الناس.

قال الشيخ : وأنت تريد قلته.

وقال ابن عطاء : إن النبي صلى الله عليه وسلم معدن سر الحق أظهره للعام أوقفه على شريطة قوله : ( آمن الرسول )، وإذ أخفاه أخبر عنه بقوله : ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [النجم : 10] ، وهو مستغرق أوقاته في انتظار ما يظهر عليه الحق من الزيادات على روحه وسره وفؤاده وقلبه وشخصه ؛ ألا تراه كيف نعته عن صفاته ، وقوله : ( إنك ميت ) عن صفاتك لحياتك بنا وبإظهار صفاتنا عليك ، ( وإنهم ميتون ) [الزمر : 30] عاجزون عن بلوغ درك صفاتك ، وإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان مكاشفة ومشاهدة ، وإيمان المؤمنين إيمان بالوسائط والعلائق.

وقيل في قوله : ( والمؤمنون كل آمن بالله ): حكما وتسمية ، ولا المؤمن موجود ولا الإيمان ظاهر.

وقال فارس : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ) قال : إيمان حقيقة ومشاهدة ( والمؤمنون كل آمن بالله ) إيمان حكم ومتابعة ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) أي : لو أظهر من جمال عز الأزل صفة من صفاتي لا يطيق الخلق أن يستقيموا عند كشف ذرة منها ، لكن أواسيهم بلوائح التجلي بنعت الالتباس ؛ لكي لا يفنوا مثل تجلي موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وأيضا : تسربلت الأرواح بأنوار الكبرياء ، فاستقلوا بأنفسهم عند نهوضهم بأثقال المعرفة ، وما أدركت من عجائب الربوبية ، وهذا معنى قوله تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ) [الأحزاب : 72] ، وأيضا : لا يكلف الله حق عبوديته نفوس أوليائه إلا قدر ما يطيقون من جهة التقصير والضعف عند تحمل حقيقة العبودية ؛ لأن من حق الربوبية أن تذوب الأرواح والأشباح في أول تكبيره كبروا تعظيما وإجلالا ، وأن الله تعالى ما أظهر للخلق من معرفته إلا مقدار ما يعيشون به من جهلهم بربوبية ربهم ، ولو أيقنوا أنهم في معزل من حقيقة العبودية وإدراك صرف الربوبية ماتوا حسرة على ما فاتوا ، ( لها ما كسبت ) أي : ما كسبت أرواحهم من مقاساة الهجران في دار الامتحان ، ( وعليها ما اكتسبت ) ما اكتسبت النفوس من جرائم الخطرات عند مكاشفة الغيب للأسرار فيجازي الله النفوس في الدنيا بالذوب في المجاهدات ، ويجازي الأرواح في الآخرة بصرف المشاهدات ، ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا ) أي : لا

Page 122