Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
106

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

الميل إلى غير الله في مجلس مراقبة الله ، ناظرين من الله إلى الله وراضين بقضاء الله في مراد الله ، صابرين في بلاء الله محتسبين لله في مجاهدة أنفسهم ، لا ينقضون عهود ميثاق الأزل إلى الأجل ، أي : الذين وصفهم الله تعالى بإحضار نفوسهم عن التعرض إلى غير ذلك بالرمز والإشارة ، وسؤال غيره على أحوالهم وصونا لأسرارهم ومراعاة لحقيقة فقرهم ، وعفة في مجاهدتهم خدمة أهل الدنيا ببذل المال والأنفس ليلا ونهارا ( لا يستطيعون ضربا في الأرض ) أي : لا يتفرقون عن مجالستهم ومراقبتهم من قوة الحال ، وغلبة الذكر عليهم واشتغالهم بمشاهدة سيدهم وشدة محبتهم وكثرة عشقهم وحقيقة يقينهم بربهم لطلب معاشهم وحوائجهم ؛ لأنه قد غلب عليهم صحة التوكل وحسن الرضا وحقيقة التسليم وهم كانوا يفوضون جميع أمورهم إلى الله ، ويسكنون بوعده ؛ لأنه منان بأوليائه ، وأهل طاعته أهل الثناء والمغفرة بحفظ أوقاتهم عن الخطرات والزلات ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) لأنهم لا يتملقون عند أبناء الدنيا بكلام اللين وإظهار التقشف ، ولا يظهرون أحوالهم لأجل الرياء والسمعة شفقة بأحوالهم مع شدة افتقارهم إلى الله.

وصف الجاهل بقلة المعرفة بأحوالهم ؛ لأن العالم يعرفهم بنور العلم والإيمان ( تعرفهم بسيماهم ) بشارة مشاهدة الحق في وجوههم ، وبهجة نور المعرفة في قلوبهم ؛ لأن الله تعالى أسبل على وجوههم نقاب سناء الصفات ، وألبس جباههم نور جمال الذات أي : تعرفهم بهذه الصفات ؛ لأنهم الأتقياء الأخفياء الذين لا يركنون إلى الخلق بسبب الدنيا وزينتها ولذتها ، وأنهم من أهل المحبة الذين يبتلون بأنواع البلايا هم صابرون محتسبون لله وفي الله ، ( لا يسئلون الناس إلحافا ) لا ينبسطون إلى أهل الدنيا ولا يبتغون حظوظ أنفسهم من الخلق ، ولكن ينبسطون إلى الإخوان في الله تلطفا بهم وتعطفا عن الميل إلى مألوفات الطبع والهوى.

وأيضا : ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ) وصف الله تبارك وتعالى أهل حقائق المعرفة ، ونعتهم بالفقر أي أنهم حبسوا في صحاري التوحيد ، وتيه التقديس بأصفار التحير ، وألزموهم تراكم لطمات بحار الوحدانية ، وأغرقوهم في سر العظمة مفتقرين من عين التلوين إلى عين التمكين ، لا يستطيعون من ثقل أحمالهم مسيرا من الحيرة إلى رؤية المنة وكشف القربة في أرض الديمومية ، والطيران عن أشكال الحدوثية في أسرار الهوية القدمية.

وأن الله تعالى كشف لهم عن بساط العظمة ، وأراهم نقوش صور غيب الغيب التي التبس الحق بها بنعت الرضا عن العشاق فيتحيرون بين الرسم والصرف تحيرا استأصل لباس الحدوثية عن نفس أرواحهم ، فإذا برزوا بهذه السمات من بطنان عجائب الغيب يحسبهم

Page 116