مولده: ولد بجمّاعيل من أرض نابلس سنة إحدى وأربعين وخمسمائة١، ونسب لبيت المقدس لقرب جماعيل منه ولأن نابلس وأعمالها جميعًا من مضافات البيت المقدس٢، ثم انتقل مع أسرته من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي لمدينة دمشق أولًا، ثم انتقلت أسرته إلى سفح جبل قاسيون فبنوا دارًا تحتوي على عدد كبير من الحجرات دعيت بدار الحنابلة، ثم شرعوا في بناء أول مدرسة في جبل قاسيون وهي المعروفة ب"المدرسة العمرية"٣، وقد عرفت تلك الضاحية التي سكنوها بالصالحية فيما بعد نسبة إليهم لأنهم كانوا من أهل العلم والصلاح.
حياته العلمية: اتجه الحافظ عبد الغني إلى طلب العلم في سن مبكرة، فتتلمذ في صغره على عميد أسرته العلامة الفاضل الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو عمر،
_________
١ قاله الحافظ الضياء، لكن قال المنذري: ذكر عنه أصحابه ما يدل على أن مولده سنة أربعة وأربعين وخمسمائة، وكذلك ذكر ابن النجار في تاريخه أنه سأل الحافظ عبد الغني عن مولده، فقال: إما في سنة ثلاث أو في سنة أربع وأربعين وخمسمائة، قال الحافظ: والأظهر أنه في سنة أربع.
٢ معجم البلدان ٢/١٥٩.
٣ هذه المدرسة من خيرة مدارس المسلمين خرجت عددًا كبيرًا من مشاهير العلماء، وكانت بها مكتبة عظيمة عز نظيرها، وقد أنشأها الشيخ أبو عمر المقدسي الزاهد محمد بن أحمد بن قدامة أخو الموفق ابن قدامة ﵏. "انظر: القلائد الجوهرية ١/٢٤٩ وما بعدها".
1 / 12