À dessein... Écoute et tu entendras

Youssef Idriss d. 1412 AH
66

À dessein... Écoute et tu entendras

عن عمد … اسمع تسمع‎

Genres

ميللر: بالضبط هذه هي المشكلة؛ إن من الصعب تماما على المواطن الآن أن يكون مستقلا تماما عن هذه المؤسسات مثلما كان باستطاعته أن يفعل في السنين التي مضت. الآن هم يتحكمون أكثر، ولكن في أوجه كثيرة قد تحرر أكثر.

قاطعته قائلا وقد بدأت أحس أنه صار ديبلوماسيا. - بصراحة بالنسبة لعنصر الالتزام، أعتقد أنك لا تزال ملتزما، على الأقل بالنسبة للبشرية ككل، أو أنك لا تزال ملتزما بقضايا الشعب الأمريكي؟

ميللر: نعم. - ولكنك تقول: إن الأعداء في الماضي كانوا واضحين جدا، أما الآن فمن الصعب تحديدهم.

ميللر: إن عندنا موجة من اليأس في الغرب. إن الكتابة لا معنى لها ولا فائدة، وكأن ليس هناك فائدة أو أمل. وأعتقد شخصيا أن هذا صحيح إلى حد ما، ولكني لا أستطيع قبوله؛ ولهذا فلا بد لي أن أفحص الإنسان لأجد أين تكمن قدرته على المقاومة - المقاومة الحيوية - وهذه معجزة. إن الجنس البشري لا يزال يصر على أن يعيش، وغزل هذه المعجزة ومعرفتها مسألة هامة. - لكي نعود إلى قضية المسرح، عندي إحساس أن المسرح في العالم يموت الآن، فهذه الآلات التي ذكرتها تلتهم المسرح من دراما وصورة وموسيقى، ولكنها في نفس الوقت تلتهم المسرح كروح وكجمهور حاضر وما أسميه أنا بلغتي تقتل «التمسرح».

ميللر: هذه زوجي إنجي، هذا يوسف إدريس، وهذا أدونيس. اجلسي يا إنجي.

إنجي: أنا فقط أردت أن أعرف.

ميللر: لماذا لا تجلسين؟ إنجي قضت وقتا طويلا في الشرق الأوسط. إنها تعمل كمصورة صحفية. - يسعدني جدا أن أدعوك ومستر ميللر لزيارة مصر.

إنجي: أنا مستعدة للذهاب فورا.

ميللر: كي نعود إلى النقطة التي أثرتها، فإني أقول لك إني حين بدأت الكتابة للمسرح لم يكن هناك مسرح خارج نيويورك، وكان بالضبط مسرح بردواي المحترف التجاري، وكانت هناك روايات أكثر مما هو موجود الآن. وهكذا كان على الكاتب المبتدئ أن يبتدئ محترفا مباشرة. الآن هناك مسارح في كل مكان ولكن عدد المسرحيات أقل، غير أن هناك أماكن كثيرة لعرضها. هناك مسرحيات محترفين أقل، ولكن هناك مسارح هواة كثيرة في شيكاجو ولوس أنجلوس وسانت لويس. - إني أتكلم عن المسرح في العالم في الحقيقة، فهناك عدد أقل من كتاب المسرح.

كان المسرح هو وسيلة التعبير في العشرينيات والثلاثينيات، ولكن هذه الآلات الجهنمية كما ذكرت قد استنفدت مواهب مسرحية «وتلفزتها» أو «سنمتها»، في الماضي كان هناك المسرح فقط.

Page inconnue