À dessein... Écoute et tu entendras

Youssef Idriss d. 1412 AH
65

À dessein... Écoute et tu entendras

عن عمد … اسمع تسمع‎

Genres

ذلك الذي يصل بجامعية خريجة جامعة، مثل الفاضلة القارئة وأصحابها وصاحباتنا الذين لم يعد يهمهم من فلان الذي هو أنا إلا دينه.

أنا مسلم يا سيدتي وموحد بالله، ومؤمن أشد الإيمان بكافة الأديان السماوية وعلى رأسها المسيحية واليهودية.

أقولها وأنا فخور، هذا حقيقي، ولكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الحزن والأسى؛ فوراء السؤال تكمن مشكلة بالغة الضخامة والفجيعة، مشكلة الثقافة في مصر التي أساسها تعليم انعدام وفي سبيله للعدم، ولو كانت مشاكل الإنسان من تربية وتعليم وصحة وخلافها تنهار مثل انهيار عمارة بيومي لانهارت عمارته من زمن.

فلنعقد فورا ذلك المؤتمر.

فلم تعد تكفي أعمدة الخشب التي نصلب بها البنيان.

العمارة توشك أن تنهار.

كاتب بلاد الغنى والضياع

كنت قد وصلت في نقاش مع آرثر ميللر إلى نقطة دقيقة وحرجة في حياة كل كاتب. إن الكاتب أو الفنان - في نواح كثيرة منه - ظاهرة فردية متمردة. وفي أمريكا يسمون الحكومة والشركات الكبرى والكوربوريشنز، يسمونها «المؤسسة»، أو ذلك الأسمنت المسلح المبنية فوقه «الدولة» برجالها الكبار وشيوخها وأجهزتها وأنظمتها. والمؤسسة كانت شيئا مرفوضا تماما من الشباب بالذات، وكانوا يسمون من يعمل بها أو من «تحتويه» بأنه «خان» المبادئ، أية مبادئ؟ لا أحد يعرف بالضبط؛ فاليساريون قليلون جدا، والشيوعيون أقل، ولكن «التمرد» كثير، وما حركة الهيبز والبيتلز، وإلى حد ما حركة التحرر النسائية - حتى التحرر من الرجل والاستغناء عنه بالمرة جنسيا أيضا - كل هذا كان يمثل ظاهرة التمرد ضد المؤسسة، تلك التي بلغت أشدها في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، والآن آبت إلى نوع من الهدوء ربما سببه انفجار بركان تمردي زنجي آخر. الآن زنوج أمريكا لم يعودوا هم هؤلاء الوادعون المستنجدون بالله وبالدعوات وبمارتن لوثر كنج والمسيحية في طيبتها وتسامحها ليردوا على قسوة البيض والكلوكس كلان والاحتقار الكامن لدى الرجل الأبيض. الآن عنفا بعنف أشد يردون، بل أحيانا بإجرام رهيب يردون.

ولكن التمرد ضد «المؤسسة» - وإن كان قد آب إلى نوع من الاعتدال - لا يزال قائما موجودا، وآرثر ميللر نشأ في ظل هذا التمرد، وكانت مسرحياته الأولى مسرحيات تمرد كبير، هو تمرد «الرجل العادي» ضد «المؤسسة»، وما تؤدي إليه المؤسسة الاجتماعية السياسية من مآس حتى على المستوى الفردي. فماذا حدث لهذا «الذئب العجوز» الآن؟ تهادن؟ هل تولت المؤسسة - بما أفاضته عليه من مجد ومال وشهرة وقامة هائلة الطول في مجتمعه - عملية «تطويعه» أو على الأقل «تهجينه»؟

وعدت إلى النقاش. - مستر ميللر، تقول إن هناك حرية أكثر الآن في أمريكا، ولكن نفوذ المؤسسات - بالطبع يقصد «المؤسسة» - يتعاظم هو الآخر؛ وهذه هي المشكلة، أليس كذلك؟

Page inconnue