وبعد اثنى عشر يوما أخرجت قصة «الهمجي في سري»، وأمكن للناس رؤيتها وسماعها والإحساس بها في كل دار ممتازة للصور المحسة في غرب أوروبا .
وكان تأثير فلم داروين بونابرت مباشرا وعظيما، ففي عصر اليوم التالي لإخراجه، حلقت مجموعة من الطائرات فوق رأس جون فقطعت عليه عزلته الخلوية فجأة.
وكان يفلح حديقته! ويفلح كذلك ذهنه مقلبا مادة فكره بهمة ونشاط، فكر في الموت، وهوى بفأسه مرة ثانية، ثم ثالثة، ثم رابعة، إن كل أيامنا السوالف قد أنارت للحمقى الطريق التي تؤدي إلى الموت في التراب، وجلجل الرعد القاصف خلال هذه الكلمات وهي تجول بخاطره، ثم هوى بالفأس في التراب مرة أخرى، لماذا ماتت لندا؟ لماذا سمح لها أن تقل تدريجا عن الإنسان، وأخيرا ... لقد ارتعدت فرائصه، إنها جيفة تحسن التقبيل، ثم وضع قدمه فوق الفأس وضغط عليه بشدة في الأرض القوية، إننا عند الآلهة كالذباب عند الأولاد الطائشين،
1
إنهم يتلهون بقتلنا،
2
ثم قصف الرعد ثانية، إنها كلمات تزعم لنفسها الصدق، بل أصدق من الصدق، وقد قال جلستر عينه عن الآلهة: «إنها رحيمة في كل حين،
3
وفوق ذلك فإن خير أوقات الراحة هو النوم، وذلك ما تدعيه في أغلب الأحيان، ومع ذلك فأنت تخشى أشد ما تخشى الموت، وهو لا يزيد عن النوم في شيء. إنه النوم، وربما مازجه الحلم الجميل،
4
Page inconnue