آه! إنها تعلم المشاعل أن تتوهج وهي تحترق،
وكأنها تتعلق بوجنة الليل،
كالجوهرة الثمينة في أذن الحبشية!
هذا جمال أروع من أن يمتهن، وأعز على الأرض ...
كان الحرف
T
الذهبي متلألئا على صدر ليننا، وأمسك به كبير المنشدين لاهيا، وأخذ يجذبه ويجذبه، فقالت ليننا فجأة بعد صمت طويل كان يسود المكان: «أظن أنه يحسن بي أن أتناول جرامين من السوما.»
كان برنارد حينئذ مستغرقا في النوم، يبسم لفردوس أحلامه الخاصة، لا يفتر ثغره عن الابتسام، وعقرب الدقائق في الساعة الكهربية المعلقة فوق رأسه، يقفز إلى الأمام مرة كل ثلاثين ثانية بغير توان، وهو يدق دقا لا يكاد يلحظه السامع، وتتابعت دقات الساعة حتى كان الصباح، فعاد برنارد إلى ضروب البؤس المختلفة في الزمان والمكان، واستأجر طائرة أقلته إلى مركز التكييف وهو أشد ما يكون اكتئابا، فلقد تبخرت نشوة النجاح، وعاد إليه رشده السابق، وأحس كأن نفسه أثقل من الجو المحيط بها بدرجة لم يسبق لها عنده مثيل، وبخاصة عند مقارنة هذه الحالة النفسية، بالحالة النفسية المؤقتة التي انتابته في الأسابيع الماضية، وكان خلالها فخورا بنفسه مزهوا.
وكان الهمجي شديد العطف على برنارد - بعد ما زال عنه زهوه - بصورة لم تكن متوقعة.
فقال برنارد وهو يقص عليه شكاته: «إنك أشبه بما كنت عليه في مالبي، هل تذكر ساعة تحدثنا معا لأول مرة؟ خارج البيت الصغير، أنت الآن شبيه بما كنت عليه حينذاك.» - «لأن شقاوتي عادت إلي، هذا هو السبب.» - «إني أوثر الشقاء على ذلك الضرب من السعادة الزائفة الكاذبة التي كنت تتمتع بها هنا.»
Page inconnue