قال: «وأي أهل بيتي؟»
قال: «ختنك وابن عمك سعيد بن عمرو! ... وأختك فاطمة بنت الخطاب ... فقد والله أسلما، وتابعا محمدا على دينه، فعليك بهما».»
قال: «فرجع عمر عامدا إلى أخته وختنه، وعندهما خباب في مخدع لهم أو في بعض البيت، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها، وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما، فلما دخل قال: «ما هذه الهينمة التي سمعت؟»
قالا له: «ما سمعت شيئا! ...»
قال: «بلى والله! لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه» ... وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت له أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها، فضربها فشجها، فلما فعل ذلك قالت له أخته: «نعم ... قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك» فلما رأى عمر ما بأخته من الدم، ندم على ما صنع فارعوى، وقال لأخته: «أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد» وكان عمر كاتبا، فلما قال ذلك، قالت له أخته: «إنا نخشاك عليها.»
قال: «لا تخافي» وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها، فلما قال ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: «يا أخي! ... إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر» فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة وفيها «سورة طه» فقرأها فلما قرأ منها صدرا قال: «ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!» فلما سمع ذلك خباب خرج إليه، فقال له: «يا عمر! والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه، فإني سمعته وهو يقول: «اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب» ... فالله الله يا عمر!»
فقال له عند ذلك عمر: «فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم»، فقال له خباب: «هو في بيت عند الصفا معه فيه نفر من أصحابه» فأخذ عمر سيفه فتوشحه، ثم عمد إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Page inconnue