Le génie de l'Imam Ali
عبقرية الإمام علي
Genres
ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم
والذي يجزم به مؤرخ الإمام أن حياته البيتية خلت من شكاة لم يألفها الأزواج في زمانه، وأنها كانت على أحسن ما وصفت به الحياة الزوجية بين أمثاله ...
عاش مع فاطمة - رضي الله عنها - لا يقرن بها زوجة أخرى ... حتى ماتت بعد موت النبي - عليه السلام - بستة أشهر ... وهي رعاية لها ورعاية لمقام أبيها لا شك فيها، فقد كان النبي - عليه السلام - كما جاء في الأثر يغار لبناته غيرة شديدة، وروي عنه أنه قال وهو على المنبر مرة: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم ... فإنها بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.»
وربما كان من وفائه لها غضبه لغضبها، فأحجم عن مبايعة أبي بكر إلى ما بعد وفاتها على بعض الروايات، وهجره كما هجرته مدة حياتها، وقد ولدت له أشهر أبنائه وبناته: الحسن والحسين، ومحسن وأم كلثوم، وزينب، وماتت ولم تبلغ الثلاثين.
وتزوج بعدها تسع نساء رزق منهن أبناء وبنات يختلف في عدهم المؤرخون، ويؤخذ من إحصائهم في «الرياض النضرة» للمحب الطبري أنه - رضي الله عنه - وافر الحظ من الذرية، بقي منهم بعده كثيرون.
وكان على ما يفهم من خلائقه - ومن سيرته وأخباره - أبا سمحا يستريح الأبناء إلى عطفه، ويجترئون على مساجلته الرأي في أخطر ما ينوبه من الأحداث الجسام.
لما توجه طلحة والزبير نحو العراق، ومعهما السيدة عائشة - رضي الله عنها - جاءه ابنه الحسن بعد صلاة الصبح فقال له: «قد أمرتك فعصيتني، فتقتل غدا بمعصية لا ناصر لك فيها.» فسأله: «وما الذي أمرتني فعصيتك؟» قال: «أمرتك يوم أحيط بعثمان - رضي الله عنه - أن تخرج من المدينة فيقتل ولست بها، ثم أمرتك يوم قتل ألا تبايع حتى تأتيك وفود العرب وبيعة أهل كل مصر ... فإنهم لن يقطعوا أمرا دونك فأبيت ... ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحا ... فإن كان الفساد كان على يدي غيرك، فعصيتني في هذا كله ...!»
فلم يأنف أن يساجله الرأي ليقنعه، وجعل يقول له: «أي بني! ... أما قولك: لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به، وأما قولك: لا تبايع حتى تأتي بيعة الأمصار، فإن الأمر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الأمر، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير: فإن ذلك كان وهنا على أهل الإسلام ... وأما قولك: اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني؟ ... ومن تريدني؟ ... أتريد أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها، ويقال: دباب دباب ... ليست هنا حتى يحل عرقوباها ثم تخرج ... وإذا لم أنظر فيما لزمني من الأمر ويعنيني، فمن ينظر فيه؟ ... فكف عنك أي بني.»
وهذه معاملة «أخوة» تستغرب في الأجيال الماضية، التي كانت للأبوة فيها على البنين سيادة تقرب من سيادة المولى على الرقيق، ولا ينقضها أنه لطم الحسن يوما لأنه ظن به تقصيرا في الدفاع عن عثمان ... فتلك سورة الغضب في موقف من أندر المواقف التي لا يقاس عليها في سائر الأحوال ...
وكان - رضي الله عنه - يزهيه أن يحيط به أبناؤه في محافل الروع، ومشاهد الزخرف ... فيخرج إليها وهم حافون به عن يمينه وشماله، ومنهم من يحمل اللواء بين يديه، وذلك زهو الشجاع الفخور بأشباله الشجعان ...
Page inconnue