Le génie de l'Imam Ali
عبقرية الإمام علي
Genres
ونشأ - رضي الله عنه - رجلا مكين البنيان في الشباب والكهولة، حافظا لتكوينه المكين حتى ناهز الستين ...
قال واصفوه وهو في تمام الرجولة: إنه كان - رضي الله عنه - ربعة أميل إلى القصر، آدم - أي: أسمر - شديد الأدمة، أصلع مبيض الرأس واللحية طويلها، ثقيل العينين في دعج وسعة، حسن الوجه، واضح البشاشة، أغيد كأنما عنقه إبريق فضة، عريض المنكبين لهما مشاش كمشاش
1
السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا، وكان أبجر - أي: كبير البطن - يميل إلى السمنة في غير إفراط، ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها، شثن الكفين، يتكفأ في مشيته على نحو يقارب مشية النبي، ويقدم في الحرب فيقدم مهرولا لا يلوي على شيء.
وتدل أخباره - كما تدل صفاته - على قوة جسدية بالغة في المكانة والصلابة على العوارض والآفات، فربما رفع الفارس بيده فجلد به الأرض غير جاهد ولا حافل، ويمسك بذراع الرجل فكأنه أمسك بنفسه فلا يستطيع أن يتنفس، واشتهر عنه أنه لم يصارع أحدا إلا صرعه، ولم يبارز أحدا إلا قتله، وقد يزحزح الحجر الضخم لا يزحزحه إلا رجال، ويحمل الباب الكبير يعيي بقلبه الأشداء، ويصيح الصيحة فتنخلع لها قلوب الشجعان.
ومن مكانة تركيبه - رضي الله عنه - أنه كان لا يبالي الحر والبرد، ولا يحفل الطوارئ الجوية في صيف ولا شتاء، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وسئل في ذلك فقال: «إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إني أرمد العين، فقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ ...» •••
ولا يفهم من هذا أنه - رضوان الله عليه - كان معدوم الحس بالحر والبرد بالغا ما بلغت بهما القساوة والإيذاء، فقد كان يرعد للبرد إذا اشتد ولم يتخذ له عدة من دثار يقيه، قال هارون بن عنترة عن أبيه: دخلت على علي بالخورنق - وهو فصل شتاء - وعليه خلق قطيفة وهو يرعد فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الله قد جعل لك ولأهلك في هذا المال نصيبا، وأنت تفعل هذا بنفسك؟ ... فقال: والله ما أرزؤكم شيئا، وما هي إلا قطيفتي التي أخرجتها من المدينة.
فليس هو انعدام حس بالصيف والشتاء، إنما هي مناعة قوية خصت بها بنيته، لم يخص بها معظم الناس.
Page inconnue