كثيرا، ويصر على ما بدا له إذا رأى الحسنى في الإصرار، فيطيع عمر أمره بعد ذلك، كأنه لم يكن خلاف.
وإذا امتنعت المراجعة فليس الرجل عند ذلك بواهن عن احتمال التبعة، وتصريف الرأي، والاضطلاع بأعباء الموقف كيف كان.
اشتد المرض بالنبي - عليه السلام - فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي
صلى الله عليه وسلم
غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا.
عندنا كتاب الله حسبنا.
عندنا القانون الأعلى.
أما القائد الأعلى فهو في مرضه بحال لا تستحب معها المراجعة، وهو مع ذلك لم يصر على أمره، ولم يعاود طلب الورق للكتابة، وإنما قال حين كثر اللغط بين الصحابة: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع. ثم عاش عليه السلام أياما ولم يذكر الكتاب.
فالرجل يطيع إذا استقام الأمر، واستقرت التبعة.
وكان يراجع إذا اتسع مجال المراجعة.
Page inconnue