إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما ترى، واجعل للمدعي حقا غائبا أو بينة أمدا ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء، فإن ذلك أنفى للشك، وأجلى للعمى، وأبلغ في العذر ... المسلمون عدول
52
بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور، أو ظنينا
53
في ولاء أو قرابة، فإن الله قد تولى منكم السرائر ، ودرأ
54
عنكم بالشبهات، ثم إياك والقلق والضجر والتأذي بالناس، والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر، ويحسن بها الذخر، فإنه من يخلص نيته فيما بينه وبين الله تبارك وتعالى، ولو على نفسه، يكفيه الله ما بينه وبين الناس.»
ومن وصاياه لمن يلون الحكم: «الزم خمس خصال يسلم لك دينك، وتأخذ فيه بأفضل حظك: إذا تقدم إليك الخصمان فعليك بالبينة العادلة أو اليمين القاطعة، وأدن الضعيف حتى يشتد قلبه وينبسط لسانه، وتعهد الغريب، فإنك إن لم تتعهده ترك حقه ورجع إلى أهله، وإنما ضيع حقه من لم يرفق به، وآس بين الناس في لحظك وطرفك، وعليك بالصلح بين الناس ما لم يستبن لك فصل القضاء.» •••
تلك نماذج متفرقة من وصاياه للقضاة، وولاة الأحكام، وهي فيما نراه أحكم وصاياه، وأقربها أن يتبعها سواه.
ولذلك سبب لا يعسر تعليله؛ فقد كان عمر في الجاهلية حكما من قبيلة محكمين، أو سفيرا يسعى بين الناس بالصلح من قبيلة سفراء، فهو في هذه الصناعة عريق.
Page inconnue