Nasser et la gauche égyptienne
عبد الناصر واليسار المصري
Genres
كنت أتمنى ويشاركني الكثير من جيلي الذين تعلموا السياسة في مدرسة «جمال عبد الناصر» ألا يكون الدكتور فؤاد زكريا، وهو الذي حذر جيلا بأكمله من خطورة الوقوع في أخطاء التعميم وأوهام الكهف عند بحث أي قضية، أول من يقع في أخطاء التعميم وأوهام الكهف، فيما كتبه عن «جمال عبد الناصر واليسار المصري».
وسوف أختار تعميمات ثلاثة، اشتملت عليها تصورات الدكتور فؤاد زكريا؛ وهي: (1)
إن اليسار المصري على إطلاقه، اتخذ موقف تبرير أخطاء التجربة والرفض التام لأي نوع من إعادة التقييم، والهجوم الشديد على كل من يتصدى للعهد الناصري بالنقد ... وكأن هذا العهد فوق مستوى الخطأ. (2)
إن التجربة الناصرية ليس لها من سمات الاشتراكية إلا اسمها، وإنها في تقديره قد أساءت إلى الاشتراكية، وعلى اليسار أن ينفض يديه من هذه التجربة الفاشلة، ويتنافس مع اليمين في إهالة التراب عليها، ويمضي الدكتور فيحذر اليسار إذا لم يسمع نصيحته فسوف يفقد شعبيته لا محالة؛ لأنه يدافع عن تجربة فاشلة أعلن الإنسان المصري سخطه عليها في استفتاء غير رسمي هو استقبال الرئيس الأمريكي السابق «نيكسون». (3)
إن الإنسان المصري خرج من هذه التجربة مختلفا في جوهره الباطن، اختلافا جذريا، وإن «الناصرية» قد قامت بعملية تخريب داخلي لعقل الإنسان المصري ووجدانه، بحيث تبلد إحساسه وأصبح يقف موقف اللامبالي، من أحداث وطنه وأمته.
هذه تعميمات ثلاثة، كانت أبرز ما فهمته مما كتب الدكتور فؤاد زكريا في روز اليوسف.
وكنت أتمنى ألا يطلق الدكتور فؤاد زكريا أحكامه، دون أن يستند إلى أدلة علمية من خلال دراسته للواقع المصري، بحيث لا يقع، كما قلت، في خطأ التعميم وأوهام الكهف.
وأقول «أوهام الكهف» ذلك أن أحكام الدكتور زكريا لا تخرج عن أحكام عدد من «المثقفين المصريين» الذين يتناولون الظواهر بصورة سطحية ... ولا يغوصون في أعماقها حتى يروا نور الحق ولو من بعيد.
ولسوف أبدأ بمناقشة التعميم الثالث، وهو الخاص بالتخريب الداخلي لعقل الإنسان المصري ووجدانه. (1)
لو أن هذا الحكم صدر عن رجل بعيد عن حركة جيل ثورة 23 يوليو لهان الأمر ... لكن أن يصدر هذا الحكم من رجل قريب من حركة الشباب المصري، بحكم موقعه في الجامعة، فهذا يدعو إلى الاستغراب والدهشة.
Page inconnue