Nasser et la gauche égyptienne
عبد الناصر واليسار المصري
Genres
إن هذا الشعب - مع عاطفيته - ذكي، وذكي جدا لا يمكن أن يعطي حبا بدون حساب أو بدون ثمن. إن طيبة هذا الشعب الفلاح معروفة حقا لكن دهاء هذا الشعب لا يجهله إلا جاهل.
إن أسلوب الوقيعة بين اليسار وجمال عبد الناصر هدفه الأساسي ضرب اليسار بالخط الأساسي لثورة 23 يوليو، وأرى أن اليسار هو الذي يتحمل الآن مسئولية الحفاظ على أهداف الثورة والسير بها إلى تحقيق أهدافها ... وأثق كل الثقة في أنه لن يقع في هذا الفخ المنصوب له بعناية وذكاء بالغين.
ثالثا: يكفي للتدليل على أن السيد الدكتور يغالط ويفسر الظواهر بغير حقيقيتها؛ أنه يفسر استقبال الرئيس الأمريكي السابق بأنه رفض من الإنسان المصري للاشتراكية، ويتجاهل حقيقة علم الشعب المصري بمدى نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل، وبالتالي على قضية الأرض المحتلة. فلقد أشار العديد من وكالات الأنباء أن طريقة استقبال السيد نيكسون في مصر قد بددت الدعايات الصهيونية في أمريكا بأن العرب يكنون الكراهية للشعب الأمريكي ... ولقد تغير فعلا بعد هذا الاستقبال التأييد الأمريكي «اللامحدود» تجاه إسرائيل، على الرغم من خروج الرئيس نيكسون من البيت الأبيض.
رابعا: أناشد روز اليوسف ألا تتيح لمثل هؤلاء الأساتذة أن يكتبوا على صفحاتها باسم اليسار وباسم المدافعين والخائفين والأوصياء عليه؛ حتى لا يختلط الأمر خصوصا على شباب ما زالوا في بداية الطريق مثلي، فلا أعرف الفرق بين الاشتراكية وبين الأستاذ أحمد أبو الفتح مثلا.
إن عندنا كتابا اشتراكيين أجلاء، يستطيعون نقد التجربة ونقد دور الاشتراكيين، ولكن من خلال حرصهم على تجربتنا الاشتراكية وعلى مسارها العام ومبادئها الأساسية.
نعم في تجربتنا سلبيات، وجل من لا يخطئ. وهناك ثغرات في البناء، ومهمة الاشتراكيين أن يغلقوا هذه الثغرات ليبنوا بعد ذلك فوق الصرح هذا الذي بناه عبد الناصر، والذي قال هو نفسه عنه رحمه الله: «إننا ما زلنا في بداية الطريق نحو بناء مجتمع اشتراكي.» كرر ذلك مرارا وتكرارا هل تذكرون؟
إنني أعرف أن كلماتي هذه لا تستطيع أن تباري أستاذا كبيرا كالدكتور حقا، ولكن الشيء الذي أعتز به وأثق فيه هو أنها صادقة ... لكونها نابعة من قلب شاب مصري أحب مصر - مثل كل شبابها - من قلب لم يلوث بعد، وأرجو ألا يلوث أبدا بإذن الله.
محمد شريف الريس
طالب علوم، جامعة القاهرة
أوهام الكهف
Page inconnue