Nasser et la gauche égyptienne
عبد الناصر واليسار المصري
Genres
أعتقد أن مضمون هذا السؤال هو نقطة تحتسب لليسار المصري ولا تحسب عليه؛ ففي هذا الموقف بالذات ضرب اليساريون المصريون مثالا رائعا للتضحية في سبيل المبدأ، فلا يخفى على أحدكم دفع اليسار المصري من حريته ومن شبابه ومن حياته ثمنا لهذا الموقف.
لقد تصدى اليسار المصري لعبد الناصر في حياته؛ لأنه كان يريد من عبد الناصر المزيد من أجل تحقيق التحول الاشتراكي محذرا من الإبقاء على ذيول الإقطاع والرأسمالية المستغلة، كان اليسار المصري ينتقد عبد الناصر في حياته؛ لأنه كان يريد أن يحقق المأمول منه في تحقيق أمل الملايين الكادحة من هذا الشعب وهو إرساء دعائم الاشتراكية الحقيقية المتكاملة، ولكن عبد الناصر تحت ضغط ظروف يعلمها الجميع دوليا وعربيا ومحليا لم يستطع - مضطرا - إلا أن يخطو خطوات نحو التحول الاشتراكي، ثم مات عبد الناصر ولكن التاريخ سيسجل له - سواء رضي أعداؤه أم أبوا - أنه غير خريطة المجتمع المصري بأسره، وفتح باب الحياة الإنسانية بمعناها الكريم في العمل والثقافة أمام الجماهير الكادحة من هذا الشعب بعد أن كانت هذه الجماهير تحيا حياة أشبه بالموت البطيء، ولقد كان ذلك أعظم إنجاز اشتراكي لعبد الناصر.
ومن هنا تأتي الإجابة على الشق الثاني من السؤال المطروح وأعني به: لماذا يدافع اليسار المصري عن عبد الناصر رغم كل ما لقيه على يديه؟
لقد تصدى اليسار لعبد الناصر وحذره من الإبقاء على ذيول الإقطاع والرأسمالية المستغلة، وحدث ما كان في حسبان اليسار خرج هؤلاء اليوم من جحورهم في محاولة للانقضاض على التجربة بأسرها وعلى منجزات ثورة يوليو لكي يجهزوا عليها مستغلين عددا من سلبياتها أو أخطائها أو «جرائمها» كما يحلو للبعض أن يسمي الأخطاء.
وهنا وللمرة الثانية يتصدى اليسار المصري انطلاقا من المبدأ الأسمى لكي يدافع عن عبد الناصر وتجربته، لا شغفا بها لذاتها، وإنما لأنها التجربة الوحيدة في تاريخ المجتمع المصري ذات الملامح «الاشتراكية الكاملة».
وهكذا يمكن القول إن اليسار المصري ضرب أروع الأمثلة للتصدي للسلطة أيام عبد الناصر - غير عابئ بأي تبعات تقع عليه - من أجل المزيد من الانطلاق نحو تحقيق الاشتراكية وتعميق الثورة الاجتماعية في مصر، وهو اليوم يتصدى لمن يريد الإجهاز على إنجازات عبد الناصر الاشتراكية أملا من اليسار المصري في أن هذه الإنجازات هي اللبنات الأولى في البناء؛ من أجل الوصول إلى الهدف الأعظم وهو الاشتراكية الكاملة والحقيقية.
سهام هاشم
محررة بوكالة أنباء الشرق الأوسط
اليسار حليفا ... واليسار معارضا
من الذين تعرضوا لتقييم التجربة الناصرية، فريق «فقد الوعي» على حد تعبير توفيق الحكيم، فأيدها كل التأييد، ولم يلتفت إلى سلبياتها.
Page inconnue