الباب الثمانون: في الشفاعة
اعلم أن أفضل الأعمال بعد أداء الفرائض شفاعة حسنة إذا كان لرجل حاجة إلى إنسان فتشفع في ذلك أو تشفع لدفع مظلمة عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس من ينفع الناس)) وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اشفعوا تؤجروا فإن الرجل منكم يسألني فأمنعه كيما تشفعوا فتؤجروا)) وعن الحسن البصري قال: الشفاعة يجزي أجرها لصاحبها ما جرت منفعتها. وقال مجاهد في قوله تعالى {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} قال: هي شفاعة الناس بعضهم لبعض. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أن رجلا أتاه فسأله بعيرا ليخرج إلى الغزو فلم يكن عنده فبعثه إلى رجل من الأنصار فأعطاه فجاء بالبعير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله)) ويقال لكل شيء صدقة وصدقة الرياسة الشفاعة وإعانة الضعفاء)). قال بعض الأدباء: من كان دخالا على الأمراء ولا يكون متشفعا فهو دعي. وروي عن جعفر بن محمد قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام أن عبدا من عبادي يأتي بالحسنة فأدخله الجنة قال يا رب وما تلك الحسنة؟ قال من فرج عن مؤمن كربة ولو بشق تمرة.
الباب الحادي والثمانون: في قتل العمد
Page 363