181

Burhan Muayyid

البرهان المؤيد

Chercheur

عبد الغني نكه مي

Maison d'édition

دار الكتاب النفيس

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ

Lieu d'édition

لبنان

فحينئذ يجمع الصفوف الملائكة والروح صف إذا جمعت جعلها له والجن صف وهو من مارج من نار والشياطين صف خارج عن الجن والملائكة فيما بينهما يقدمهم عزازيل وهو إبليس آدم وضده وقرينه وهو أكبر الشياطين لأن عزازيل في جنوده بمنزلة آدم في ذريته

فلما كان آدم أبو البشر هو أصلا لهم وكل ما ظهر عن آدم من ولد ذكرا أو أنثى أظهر عزازيل له قرينا من أبنائه فعدد الأصلية بعدد بني آدم والمتولدة بعدد الأملاك الذين يكتبون أعمال العباد ملك اليمين وملك اليسار ووراء هذا غور عميق ينكشف لك يوم يأتي تأويله فالويل لمن دام إلى ذلك الوقت وطوبى لمن انتبه لأنه لا يستنبه إلا بموت هو إعراض النفس عن الاشتغال بالصور والأجسام بالإقبال على الله سبحانه بالتولي نحو وجهه هو أينما وليت فكل من ولى إليه فثم وجهه

﴿ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون

لا وجه أبنائهم فكل معرض عن الله مشتغل بغيره فإلى وجه الحادث نظر وهي ظلمات بعضها فوق بعض فوجهه منصرف عن الله سبحانه ومعوج بقدر إعراضه عنه فإن كان كلمح البصر كان كالحور في العين وإن كان بأكثر البصر كان كالحول في العين وإن كان بلفتة يسيرة كان كالقوة

Page 191