ان المنهج الذي اتبعته في تحقيق كتاب بغية الطلب، استهدف أولا ضبط نصه، واخراجه بالصورة التي ابتغاها مؤلفه، مع الاقلال الى أكبر الحدود من الحواشي، وفقط اثبات الضروري منها، هذا ومن الملاحظ أن ابن العديم نهل جل مواد كتابه من مصادر متوفر بعضها وبعضها الآخر هو في حكم المفقود، أو من المتعذر الوصول اليه، ولقد قمت بتخريج النصوص التي تمكنت من الوقوف على أصولها، ونبهت الى الفوارق ان وجدت، ولقد تجلى لدي أثناء عمليات التخريج مدى دقة ابن العديم، وعلو أمانته، وخلصت الى نتيجة هامة مفادها أن «نقول ابن العديم» يمكن اتخاذها مرجعا للضبط والتصحيح، ولا شك أن هذا يزيد من قيمة كتاب بغية الطلب وقيمة محتوياته.
ولقد ارتأيت في البداية القيام بالتعريف بأصحاب المصادر التي نقل منها ابن العديم ولكنني أقلعت عن ذلك، كيما لا أثقل الحواشي وأتجنب عمليات التكرار، ورأيت الاستعاضة عن ذلك أثناء وضع الفهارس العامة للكتاب، بوضع فهرس على قاعدة-الببلوغرافيا-أوضح فيه مصادر ابن العديم بذكر اسم المؤلف وسنة وفاته، مع اسم كتابه أو كتبه المنقول عنها مع موضوعات النصوص المنقولة، وأخيرا أرقام الصفحات والمجلدات التي جاءت فيها بعد طباعة كتابة البغية، وأملي كبير بأن يأتي هذا الفهرس كمفتاح عام للكتاب، وأن يكون فيه بعض التجديد بالنسبة لأعمال تحقيق النصوص خاصة الطويلة منها (^١).
_________
(^١) -لقد الحق بالمجلدة الاولى من الكتاب بضع أوراق فيها ملاحظات وتمليكات، ومعظم الملاحظات كتبت من قبل الجمال بن السابق الحموي، الذي كان من أصحاب السخاوي، وقد أتى على ذكره في كتابه الاعلان بالتوبيخ (ص:١٤٤. من طبعة القدسي) ونظرا لاهمية هذه الملاحظات لانها ارتبطت بترجمة لابن العديم ثم لتعلقها بفن التاريخ ولانها حوت ترجمة قصيرة للشريف الادريسي صاحب نزهة المشتاق الذي زار حلب فترجم له الصاحب كمال الدين ابن العديم، وقام ابن السابق بدوره بالاقتباس من هذه الترجمة كما هو مرجح، يضاف الى هذا ان ابن السابق ذكر في
1 / 16