ومن الصعب تحديد كمية الأوراق الناقصة من آخر المجلدة، انما يخيل لي أنها ليست كثيرة، ربما تماثل ما نقص من المطلع تقريبا.
هذا ولم تكن مشكلة النقص هي المشكلة الوحيدة التي أصابت هذه المجلدة، بل-كما سبق وأشرت-اضطربت أجزاء الكتاب وتداخلت الأوراق، ولقد قمت باعادة ترتيب أوراق هذه المجلدة بشكل متيقن من صحته، انما باستثناء ورقة واحدة لم أهتد الى مكانها لذلك ألحقتها بآخر الكتاب، والذي مكنني من اعادة ترتيب الكتاب هو الترابط بين الموضوعات، علما بأن ابن العديم لا يستخدم «الرقاص» في نهاية الصفحات، يضاف الى ذلك أن ابن العديم سمع الكتاب من أولاده، وتم السماع عبر عدة مجالس، وكان من حسن الحظ أن قام المؤلف بتدوين تاريخ كل مجلس سماع، ولقد مكن وجود التواريخ المتلاحقة من اعادة ترتيب الكتاب، ويكفي هنا أن نضرب بعض الأمثلة على حالة الاضطراب التي كانت مسيطرة على الكتاب، فالورقة رقم/١/الآن كانت من قبل تحمل رقم/٤٧/ورقم/٢٧/الآن كانت من قبل تحمل رقم/٧٣/والورقة رقم/١٥٧/كانت من قبل تحمل رقم/١٠/ وهكذا
وعلى العموم وصلنا كتاب بغية الطلب بحالة لا بأس بها، انما لا بد من أن نشير الى مسألة هامة، وهي أنه برغم جودة خط ابن العديم وضبطه، فقد كان من عادته الاقلال من استخدام التنقيط، وهذا الحال عبارة عن مزلقة كبيرة تقود الى التصحيف، ان لم يتم العمل بحذر شديد مع الاستعانة بالمصادر اللازمة.
لقد أنجزت تحقيق القسم الأعظم من مجلدات بغية الطلب، وقمت أثناء عملي باعادة ترتيب أوراق كل جزء منها لأنها كانت «مدشوتة» وها أنا ذا أدفع بالمجلدة الأولى الى النشر وكلي أمل وعزم بأن ينجز العمل في أقل من عامين ان شاء الله تعالى وأعان، فقد زالت الآن جميع العوائق في وجه النشر.
1 / 15