نعيم مقيم، فما كانوا يرون من سبب لتبديد رخائهم (١) . ويصفها كذلك بأنها كانت من أعظم المراكز الدينية والتجارية في بلاد العرب.. إلخ من عبارات الإعجاب بثرائها وترفها (٢) .
وإذا كان أبوبكر - مثلًا - في نظره بدويًا، فلماذا يقول: إنه لم يألف حياة التقشف! وإنه من أصحاب الملايين في مكة (٣) . إنه التناقض الذي يلازمه، فهو ينقض ما يثبته ولو بعد صفحة واحدة.
١٢- المبالغة في صفات بعض أزواج النبي ﷺ:
يقول بودلي (٤) - مثلا- عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر ﵄ بالذات، إنها كانت جميلة، ويبدو هنا أنه أخذ معلوماته عن شيخه درمنجهم، الذي وصف حفصة ﵂ بالجمال والحسن (٥) . ولكن الحقيقة التي تذكرها مصادر السيرة هي أن حفصة لم تكن كما زعم بودلي وغيره، وتكفينا هنا شهادة أبيها عمر ﵁ حين رآها تقف في صف عائشة ﵂ في قصة اعتزال الرسول ﷺ زوجاته، فقال لها كما روى البخاري (٦): "يا بنية، لا يغرنك هذا التي أعجبها حسنها حبُّ رسول الله ﷺ إياها -